الأحد، 21 يوليو 2013

صرخةُ أسم..!!






    
 

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ *
 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ *
 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ * (الصف : 6 )
 



****

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }المائدة46
 

....
 
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء
 

........
 

قوله تعالى

( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى أبن مريم البينات
 وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم أستكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ( 87 ) وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ( 88 ) 
..............



..كلٌ   منا يطالع عند مرورهِ في الشارع او الطرقات أو   في الساحات العامة وفي منطقة سكناه أو أحد الأفرع والحارات والأسواقِ والأماكن العامة قطعٌ من القماش الأسود اللون وقد كُتبت عليها عباراتٌ مختلفة في التأبين والحداد وأعلان الوفاة وقراءة سورة الفاتحة ..!
..وأنا دائمة الترقب لهذه اليافطات أو مايسمى في اللهجة العراقية ( اللافتات ) أي بمعنى لافتة للنظر ..!!
 
ومن هنا ولأهمية الكلمة ( لافتة للنظر )..!! سأنطلق في سؤالي الذي أشغلني وأثار في نفسي الريبة والقلق ..!!
..مالهذه الكلمات من أهمية في حياتنا وحتى بعد مماتنا ووفاتنا الى عالمنا الآخر ..
..أجد عبارات تختلف في النعي ولكنها تصب في صالحٍ واحد !!


(النعي والعزاء )


أتوقع السؤال الذي يدور في أذهانكم الأن ..!!
نعم أحسنتم السؤال :الا وهو النعي  المراد في هذه اللافتة أو تلك ..!!
لكن هل تساءل أحدكم أين دور المتوفية لو كانت أمرأة..!!

 ..!! دورها كأم وكزوجة وأخت وحبيبة وصانعة للتأريخ والعالمة والمعلمة والطبيبة وحتى
الأستاذة والمحامية ..!! وأن كانت ربة بيت وأم ناجحة ..!! لِمَ نهمش دورها في الحياة ؟؟
ولِمَ نغيّب حقها بعد وفاتها ..!!
لاتتفاجئون من كلماتي وعباراتي ..!! ربما يتبادر الى ذهن  أحدكم أنني أبحث عن التركة والأرث والمال والجاه ..!!
أبداً لم تشغلني هذه التراهات والتفاهات ..
ربما هنا ستصفق لي النساء قبل الرجال ..! لكنني أتساءل عن هذا الظلم والأجحاف في حقها الدنيوي ..!
نعم فهو تهميش لها ولدورها في المجتمع الكبير وبيتها الصغير
.....!!سأدخل في صلب الموضوع ..

 قبل فترة من الزمن جمعنا  لقاءٌ وحوارٌ  أنا وأحدى أخواتي عند زيارتنا لأحد الأقرباء ..!! وبعد أن وقعت أعيننا على "لافتة للنظر" سوداء كُتبَ عليها :
 

بسم الله الرحمن الرحيم  

 

أنتقلت الى رحمة الله تعالى زوجة السيد فلان الفلاني ووالدة كل من فلان وفلان وفلان وشقيقة فلان وفلان ...

 



هنا توقفت وتأملت وتألمت ..!!
 
نعم 

*توقفت لقراءة  كلمات النعي ..

*تأملت  قائمة الأسماء الطويلة العريضة لرجال العائلة  والتي ينقصها حتى أسم السائق ومدير المدرسة التي درست فيها و أسم الدكتور المشرف على علاج هذه المتوفاة ..!!
  وربما أسم الرجل الذي حرر شهادة الوفاة لهذه المرأة ..!!
 

*تألمت :أين هي ؟؟ أسمها ..كنيتها ..لقبها ..!!
 

 ومن ثم تساءلت :

هل من المخجل أن يُذكر أسمها في هذه الخرقة البالية وهي {مربية الأجيال وسيدة الربيع  وأخت الجميع  والعين الساهرة على رعاية هذا وذاك سواء داخل  البيت أو في العمل }
تعطي ولاتنتظر ...تمنح ولاتأخذ بالمقابل ....سيرتها الذاتية فخر وشرف لكل من قرأ أسمها على تلك اللافتة ..!!
لكن للأسف تسقط هنا بعد مفارقة الروح  لهذا الجسد الفاني ..!!
أين هي ؟؟ ولماذا الخجل من ذكر أسمها وهي كانت قبل ساعات
 "  أم فلان وزوجة فلان وحبيبة فلان والشقيقة الحنون لفلان والقائمة تطول في الألقاب والمسميات   ..
لو كانت هي الان  بينهم في تلك اللحظات التي سبقت كتابة اللافتة للنظر ..!! هل سَيقُال عنها  حرم هذا ! أو أم فلان ! أو أبنةُالحاج فلان وأخت الأستاذ علان ..!!

حتماً لا لأنها ستحمل أسمهاولقبها  فخرٌ لها ..!
........


من منكم يضم صوته مع صوتي لأعلان حق المرأة بعد وفاتها ؟؟
أخاطبكَ أنت أيها الزوج ..! وأنتَ أيها الأخ ..وأنت أيها الأبن ..وحتى أنت أيها الزميل والصديق ورب العمل  ..!!
لوقُلبّتْ الصورة ..وأنت من فارق هذا العالم هل ستسمح بأن يرفع أسمك من يافطة النعي ..؟؟

ويُكتبْ زوج فُلانة أو أبن فلان أو حتى والد فلان ..!!


***


عذراً لكم أحبتي على صراحتي في الطرح والتي ربما سَتُخسرني وتُفقدُني كل أصدقائي وأبنائي وأحبتي في الله
لكنها وقفة شجاعة من الجميع لرد حق واحد من حقوقها علينا جميعاً بعد أن كان أسمها يطرز شهادة الميلاد والهوية وربما جواز السفر وشهادة التخرج وحتى شهادة الوفاة ..!
هل العادات والتقاليد  البالية هي التي حتمت على رفع الاسم من لافتة التعزية ..؟ أم العُرف والقوانين والشرع والدين هو الداعم الأول لنشر هذه الظاهرة المُجحفة بحق المرأة ..!! 

أمامكم جميعاً أياتٌ من الذكر الحكيم وهي تخاطب عيسى أبن مريم صراحةً وعلى مرآى ومسمع من العالم أجمع على  مر العصور..!
 ماهي الاسباب الحقيقية التي دفعت بمجتمعنا اليوم الى تهميش حقها في لافتة العزاء  
 




لا أدري كيف سأقرأ الاجابات والردود على  هذا البحث الصغير ..؟


أحتاج لشهيقٍ قوي وزفير هاديء حتى أستلهم من كلماتكم ما يخفف حيرتي !!

***

أمنياتي لكل الأمهات والأخوات والزميلات  بأن يطيل الله بأعمارهن حتى نُسقط عنا هذا التغيّيب والتهميش الذي أجحف وصادر أبسط حقوقنا
 

الا وهي أسمائنا ..!!



 
فائق التقدير والأحترام لكم جميعاً




21/ يوليو/2013



باسمة السعيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...