السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في صباح هذا اليوم وأنا اتصفح أيميلي أستوقفتني رسالة من أحد أولادي خارج الوطن الحبيب ... وهو ولدي الغالي (س.ق) ..
و ماخفي كان أعظم من الرسالة نفسها ..لا أطيل عليكم أحبتي فهذه كلمات المغترب "س.ق" يرويها لكم بحبر قلمهِ العراقي المغترب :
......
((صباح الورد امي الفاضلة ..
أنني وقعت ضحية النصب والأحتيال من أُناس هم أقرب لي من حبل الوريد ..!!
لا أعلم كيف ومن أين أبدأ السرد !! والى أين سينتهي بيَّ المقام ..!! سأروي لكِ قصتي من أول بداياتي مع تلك العائلة القذرة !! أم اكتب لكِ من أخر المطاف الذي حلَّ عليَّ كلعنة الفراعنة ..!!
أنا الان أسيرنفسي وعزلتي ..وأسير شوارع مدينتي..!! لا أدري الى أين أتجه وصوب من أخطوا !! بعد ان سُرقَ كل مالدي من مال ..من أهل عروستي !! مبالغ من المال هدرت وضاعت على ملذات دنيوية ..ملابس وماكياج وعطور وسيارة وسفر وصرف وترف ..!! وحتى تبديل أثاث منزل اهل العرووسة من ستائر وسجاد ومطبخيات وديكورات ..!! وكأنني مصباح علاء الدين لهم ..!! كلما احتاجوا شيء فركوا هذا المصباح الذي يدر عليهم مالاً وذهباً ..!! أشعر وكأنني تلك الدجاجة التي تبيض ذهباً لتلك العائلة ..مع الأسف أقولها وفمي يملأهُ القيح ..!!أيُ عائلة تلك التي أستنزفت كل ما أملك في الغربة ..!! وووو ))
....عذراً لكم احبتي جزء من رسالة الشاب "س.ق" لم أستطع نشرها لانها تحمل خصوصيات لا يسعني نشرها هنا على المدونة ولكني أحتفظت بها لنفسي لانه وثقّ بيَّ وأعتبرني صندوقاً لكل أسراره ..!!
...ففي رسالته كانت التساؤولات كثيرة ..!! شعرت بهِ أنه فعلاً ضائع ..!
لا أب ولا أم ولا وطن ولا مال وغربة و ومتاهات كثيرة وجيبٌ فارغ في وطن اللاوطن !!
بدأت بدوري أبحث له عن تفسير لهذه الظاهرة المشينة والمعيبة التي باتت تؤرقنا جمعاً ..!
فبدأ أكثرهم يتفننون في عمليات النصب والأحتيال والغش والخداع والمكر وحتى نكران الذات .
...
بعد البحث المطوّل وقع في يدي كتاب للدكتور الرائع أكرم زيدان (سيكولوجية المال )
فبدأت أكتب له ما ملخصه عن هذه الحالة الجديدة التي ولدت من رحم المعاناة والعوز والفقر .. لا فقر الحالة المادية ..!! بل الفقر والعوز في الاخلاق التي بدأنا نفقدها يوماً بعد يوم في هذا الشخص أو ذاك ..
..المسلم الذي يتحلى بأخلاق الرسول المعلم محمد سيد الاكوان و آل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام
لذلك سأنوه في أسطري القليلة بعضاً مما ورد في كتاب الدكتور زيدان :
..النصب والاحتيال هو:
"هو استخدام التضليل من أجل الحصول على أموال الآخرين، أو الامتلاك بالباطل لأشياء ذات قيمة مادية عن طريق الغش والخداع والمراوغة والتزييف واختلاق الأكاذيب والمعاذير، وتبديل الواقع والمبالغة والتهويل بجاذبية مصطنعة تشد أنظار وأسماع الآخرين بما يضمن استثارة دوافعهم وانفعالاتهم وعواطفهم"
...............
فالأحتيال له صور كثيرة؛ بعضها بدائي مثل لعبة "الثلاث ورقات" التي كان يمارسها النصّابون في الميادين العامة وساحات الموالد الشعبية، وبعضها شديد التعقيد ويتضمن قدر عالٍ من الذكاء والابتكار، وهذا الأخير ما نراه في العصر الحالي، حيث يمارس النصّاب عمله ويحتال على ضحايا على قدر كبير من العلم والثقافة والتجربة، ولهذا يحتاج لكمٍ هائل من الغش والخداع والمناورة والمراوغة والكذب المتقن وتبديل الواقع وشد الأنظار واستثارة الدوافع واللعب على دوافع التملك والإغراء بالمكسب الهائل والسريع، وإعطاء ضمانات وهمية ولكنها كافية لإقناع مثل هؤلاء الناس بالتسليم له وهم في حالة خدر لذيذ، إلى أن يفيقوا في يوم من الأيام على الكارثة ويكتشفوا أنهم كانوا ضحية لنصّاب يفوق ذكاؤه ذكاءهم.
وبالرغم من تكرار حالات النصب والاحتيال فأن الناس لا تتعلم، ربما لأن النصّابين يجددون في وسائلهم المبتكرة، أو لأن الناس لديهم قدر من الدوافع والاحتياجات يجعلهم لا يرون الواقع كما هو بل يرون احتياجاتهم فيندفعون بلا منطق نحو المصير المحتوم، خاصة وأن كثيراً من النظريات الاقتصادية الحديثة أثبتت أن الناس ليسوا دائماً منطقيين في التعامل مع المال بل يحيط تعاملهم الكثير من المشاعر والانفعالات والتحيّزات، وهذا ما يلعب عليه النصّابون، فقد عرفوا ذلك بفطرتهم الشريرة قبل أن يكتشفها العلم.
التركيبة النفسية للنصّاب..
الصورة النمطية للنصّاب لدى عموم الناس هي أنه شخص شديد الذكاء والمكر والدهاء والخيانة وانعدام الخلق والضمير، وقد يكون الأمر كذلك في بعض الحالات، لكن القراءة العلمية لحوادث النصب تثبت بأن لكل نصّاب تركيبته ودوافعه وظروفه، لذلك يحسن بنا أن نرى تلك التركيبة النفسية في مظاهرها وانعكاساتها المختلفة لكي نحيط بكل الجوانب التي يتميّز بها النصّابون، فهم ليسوا سواءً،
**أما ضحايا النصب والأحتيال في هذا العصر قد يكونون غاية في الذكاء وعلى قدر كبير من التعليم والثقافة، وقد يكونون رجال أعمال لديهم خبرة كبيرة بالسوق وطباع البشر، وهنا يحتاج الأمر إلى نصّابين
محترفين من نوع خاص يستطيعون أستمالة وأستهواء وأستلاب هذه النوعية من البشر، ويستطيعون تحديد دفاعاتهم وتخدير حذرهم وحرصهم، ويستطيعون اللعب على نقاط ضعفهم، وبهذا ينجحون في خداعهم. والضحية من النوع الأخير يشعر بالدهشة والصدمة، ويشعر أيضاً بالخجل من نفسه ومن الآخرين، وربما يمنعه هذا من الإبلاغ عن النصّاب لأنه يشعر بالغبن !! ويسأل نفسه "كيف حدث هذا معي؟!! لقد نجح هذا الشخص في اغتصاب حقي والنصب والاحتيال وأنا سلمت له
نفسي
...
أخوتي في الله أتمنى عليكم ان تكونوا قد أستفدتم من تجربة هذا الابن (س.ق) الذي تعرض لهذا السلوك العدواني من أقرب الناس له ..وبطلبٍ منه شخصياً أن انشر قصته مع المحتالين والنصابين ..والصورة هي خير دليل على ذلك ..!!
حفظكم ربي من شر هؤلاء ..
بسم الله الرحمن الرحيم
" ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين "
صدق الله العلي العظيم
5/سبتمبر /2012
باسمة السعيدي
ما أتعس الجشع الذي يجعل الناس بهذه المستوى من الحقارة ...ولكن أسالك أخي يا من طلبت إن تسرد قصتك لتكون عبرة وعظة للباقين ...أين كان عقلك وتفكيرك ...الم تعلم انه زواج مصلحة؟... فكيف جردوك من مالك وجاهك وأنت مطيع لهم بهذه الطريقة الغريبة .؟سيدي أنت من جعلهم يطمعون فيك فأنت من سلمهم مفتاح الخزنة التي لم يحلموا بان يروها... وجعلتهم يتقاسمون ما تعبت في فيه وشقيت من اجله ...اسأل الله أن يعوضك خير من المال وهو أن تجد أناس يقدرونك لشخص لا لمالك وهذا نادر في زماننا ...سيدتي الرائعة صاحبة القلب الحنون رعاك ربي وأدامك لتهوني على أبنائك وبناتك مصائبهم ...وتفرحي لفرحهم ....تقبلي مروري أختك العراقية ....
ردحذفالله ما أجمل بوحك الرائع الذي تميز بالصدق والوفاء والمحبة ..!!
ردحذفآنستي الفاضلة يـــــا "عراقية بنت العراق الحبيب "..
ما أروعكِ وأنتِ تطيرين كالفراشات الملونة لتفردي جناحيكِ وتتجولين بين أسطري الفقيرة المتواضعة ..!
ليشّدَ قلمكِ ضماده على جراح أخوتكِ في المهجر وأرض الغربة ..!! نقف جميعاً ضد هذه المافيات التي ملأت العالم ضجيجاً بصوتنا وحبرنا وحتى مشاعرانا لنكون كالبنيان المرصوص يسند أحدنا الاخر حتى لانكون عرضةً وطعماً سهلاً لمن يتصيد بالماء العكر ..!! دمتِ بروعة حبركِ المتألق ..باقات من ورد تشرين أنثر بين قدميكِ في ممرات مدونتي المتواضعة !!