الأربعاء، 30 يناير 2013

الوحدة الاسلامية في الرسالة المحمدية العظيمة ..أحياءً لحملة أسبوع المولد النبوي الشريف





 
 


 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 قال" المفكر الفرنسي لامارتين" في شخص النبي العظيم وخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
" اذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الانسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة  لذلك رغم قلة الوسيلة فمن ذا الذي يجروء   ان يقارن أيّا من عظماء التأريخ  الحديث بالنبي "محمد " صلى الله عليه وآله وسلم في عبقريتهِ ؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنّوا القوانين وأقاموا الأمبراطوريات ..  لم يجنّوا الا أمجاداً بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم ..
لكن هذا الرجل العظيم " محمد"لم يقد الجيوش ويسّن التشريعات ويقيم الأمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط ..!!
وأنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ ..! ليس فقط بل أنه قضى على الانصاب والازلام والاديان والأفكار والمعتقدات الباطلة ...لقد صبر محمد وتجلّد حتى نال النصر " من الله" كان طموح النبي صلى الله عليه وآله وسلم موجهاً بالكلية الى هدف واحد ..يطمح الى تكوين أمبراطورية أو ما الى ذلك .. حتى  صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربهِ ووفاته(صلى الله عليه وآله وسلم )
وأنتصاره حتى بعد  موته.
 كل ذلك لايدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة  والقوة لأرساء عقيدة ذات شقيّن :
1-الأيمان بوحدانية الله    2 -الأيمان بمخافتهِ تعالى للحوادث
فالشق الاول يبين صفة الله  الا وهي (الوحدانية ), بينما الاخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى
( وهو المادية والمماثلة للحوادث ).لتحقيق الاول كان لابد من القضاء على الألهة المدعاة من دون الله بالسيف ..أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بالحكمة والموعظة الحسنة )
...هذا هو محمد العظيم  صلى الله عليه وآله وسلم ..الفيلسوف ..الخطيب..النبي ..المشرع ..المحارب ..قاهر الاهواء ..
مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعوا الى عبادة حقة  بلا أنصاب ولا أزلام .هو  المؤسس لعشرين أمبراطورية في الأرض  وأمبراطورية  روحانية هذا هو ( محمد صلى الله عليه وآله وسلم)
(المفكر الفرنسي لامارتين من كتاب " تأريخ تركيا" باريس 1854, الجزء الثاني , صفحة 276_277) 


 



إنتصاراً للصادق الامين وخاتم النبيين النبي الاكرم الاقدس محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم )
وإحياءاً لحملة الأسبوع النبوي الشريف   لسيّد الكائنات ....
...أحبتي في الله ...
في كل الحضارات ...والأديان ..والأقوام ...نجدُ صراعٌ دائم لكن على نقيضيّن مختلفين الا وهمــــــا ...
الخير...والشر
الحرب ...والسلام
الظلم ...والعدل
الحبُ ...والكراهية
...سأنطلق من تلك النقائض وأبيّن المعنى والهدف السامي لهذا البحث الصغير ...
(الوحدة الأسلامية في الرسالة المحمدية العظيمة)
*قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(ياأيها الناس أنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا )..صدق الله العلي العظيم


*قال سيد البشر المصطفى الامين صلى الله عليه وآله وسلم:
(خيرُ الناس من نفع الناس ) صدق رسول الله

*قال أمير المؤمنين ومولى الموحدين الامام علي عليه السلام :
(الناسُ صفّان ...أما أخٌ لكَ في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق فلا تكن عليهم سبعاً ضارياً)

...ان الاطروحة الإسلامية دائماً تؤمن بالحوار وترفض الحرب وأن تم الإتفاق في ألأراء فيفترض بنا أن نتوحد ونتفق على حرية الرأي !!
وهي دعوة منا جميعاً الى السلام المحمدي والوئام وحكم العدل والشريعة في كل الأبعاد السياسية والتي  تنطلق من القرأن الحنيف ..

فمن خلال قراءتي للقرآن الكريم ورسالة قائدنا ومعلمنا وملهمنا محمد العظيم تيقنتُ أن الطرح الإسلامي ..
حضاري المنطق... وإنساني الرسالة ...ومحمدي الفكر والعقيدة .!
لذلك نرى دخول الأمم والشعوب في الإسلام مقارنةً بكل الديانات في العالم (كاليهودية أو المسيحية أو الهندوسية أو البوذية أوحتى الديانات الصنمية الوثنية )!!
فالإسلام دين هدى وتقى وعلمٌ ومشروعٌ للرقيّ الإنساني من خلال قيمهِ ومبادئه التي يجسدها القرآن الكريم والرسول العظيم وتطبيقات أئمة التقى والطهر والسداد أهل البيت الأطهار .
بالرغم من كل ماعانوه عليهم الصلاة والسلام من إضطهاد نفسي وجسدي وأقصاء وقتل وتشريد وأسرْ ..!
فمنذ حادثة الغدير والسقيفة ونتائجها السلبية على أمة المصطفى الأمين مروراً بواقعة الطف وشهادة سبط الرسول العظيم وريحانته أبي الأحرار الحسين عليه السلام
وما نتج عن السلوك الأموي والعباسي الذي أنتج طغاة ...بدءاً من يزيد والحجاج الى الفكر الظلامي الهذياني الذي يبُيح قتل الناس دون وجه حق!
..لا أريد هنا أرشفة أفعالهم المنكرة في عراق المقدسات أو ماطال الأنسانية من شرورهم ...أو حتى من أي عمل أجرامي لهم في شرق الأرض أو غربها !
وبالأخص بعد أحداث 11 أيلول ومانتج عنها ..وقيام الغرب بربط هذا الحدث بالأسلام العظيم ..!!
وهذا جفاءٌ وتجنّي..وأنما الأحداث ترتبط بالشخوص والمتبنيات الفكرية التكفيرية التي جاءت بالنتائج السلبية على أقدس وأعظم الأديان السماوية والرسالية الربانية ..
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ((من قتل نفساً بغير حق أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً*ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً))
صدق الله العلي العظيم
..ان تحميل الأسلام العظيم تبعية أعمال هؤلاء المجرمين التي يقومون بها ! وهذا ماحصل ويحصل لشعبنا الصابر المظلوم بخسارتهِ لأبنائهِ وأطفالهِ ونساءهِ وشيوخه الأبرياء في كل يوم! لقد طالت يد الأرهاب والتكفير كل سُبل الحياة في عراقنا الصابر المحتسب !من تفجيرات وضرب البنى التحتية والقتل والتهجير وما الى ذلك من أرهاب لايرضي الله ولا الرسول الكريم !!
فالأسلام عظيم ...والأسلام محبة ...والأسلام عدل ..والاسلام تسامح ..

المطلوب هنا أحبتي :
الحوار الأسلامي بين الأديان والطوائف من أجل الخروج بحوار حضاري يجمع الأديان والطوائف على أختلافها في الرأي والمعتقد ! لكن هناك التقاء في عدة نقاط ...أهمها :(التوحيد..الأيمان بالخالق الواحد الاحد..بعثة الأنبياء .. والايمان بالاخوة الانسانية بين البشر ) وهذا ما يسعى له الدين الاسلامي العظيم ومعلمه ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم وكل العلماء والمفكرون والفقهاء ..
...تستوقفني هنا عدة مخاطر وأهمها : هناك لوبيات وسياسات وأستراتيجيات خارجية لا تجيد ولا تتقن لغة الحوار !!
وذلك بسبب مآربهم الخاصة البراغماتية كمصانع الاسلحة الكبرى والرغبة في السيطرة والهيمنة على الأضعف والأكثر غنى وثروة !
فبعد تلاشي وأنهيار الاتحاد السوفيتي ..توجهت الانظار في كل انحاء العالم الغربي الى (الأسلام العظيم)..!! لانه أصبح يشكل الهم والقلق الأول والأخير !
فمن خلال مطالعتي لكتاب (الأسلام قوة الغد العالمية)...للكاتب الألماني "باول شمتز"يقول :
((أن انتفاضة العالم الأسلامي صوت نذير لأوروبا وهتاف يجوب أفاقها يدعو الى التجمع والتساند الأوربي لمواجهة العملاق الاسلامي الذي بدأ يصحو وينتفض النوم عن عينيهِ...هل يسمعه أحد ؟؟ الا من مجيب!!)) هذا قول الكاتب الالماني بالحرف الواحد!
...أذن نتوصل من ذلك أن النظام العالمي الجديد أو الشرق أوسطي كبير أو الحرب على الارهاب...كلها تفصح عن مايضم الأسلام العظيم !!
أنني هنا لست في وهم أو نظرية مؤامرة .!!
بل أنها مخططات مغلفة بسيليفون جميل لتشويه صورة الدين الاسلامي الحنيف ..
قال الله تعالى ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) صدق الله العلي العظيم

...أن المشروع الرسالي الأسلامي المحمدي حين فتح الاندلس والصين وجنوب أوروبا كان مشروعاً حضارياً نقل فكراً وحضارة ...فيما كانت الشعوب الاوروبية في ٍسباتٍ.! وتأثر الغرب بحضارتنا الأسلامية العظيمة والعريقة بفكر أبن الهيثم وأبن رشد والفارابي وأبو بكر الرازي والكثير الكثير من العلماء والأطباء والمفكرين المسلمين ..وقد أتخذ الغرب كل العلوم من العرب مثل الفلك والرياضيات والطب والفلسفة ..
أذن ففي حالة نهوض الفكر الأسلامي العظيم وخروجه من قمقمه ليواجه كل العالم وبتحدي عظيم للنهوض بكل مايمتلك من ثروات هائلة وعقيدة متينة وعقول عظيمة ..!

...و هنا سيأتي اليوم الذي تعم الانسانية روح التقارب والتسامح والشراكة وستنتهي أمراض الغرب من تفسُّخْ في مجتمعاته وأمراضه وشذوذه الذي سينُهي كل حضارته التكنولوجيا المتطورة المرعبة ...!!
ليخرج الأمل الموعود المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف عليه السلام  ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً
...أحبتي في الختام ...
الدين الاسلامي دين التسامح والحوار ... الدين الأسلامي خالد الى الأبد ...فكم من الامبراطوريات التي تسيّدت ثم تلاشت ..وأنهارت وأنتهت !!
فان الأسلام الحنيف ومحمد العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ... يؤكدان في النهاية أنتصار الحق على الباطل ..












دمتم بأمان الله وحفظهِ 

هناك تعليق واحد:

  1. لا يخفى عليكي اختنا الفاضلة ان جميع الاديان السماوية تلتقي تحت خيمة وحدانية الله تعالى وهو العنصر التوحيدي المشترك للجميع ، كذلك فان عقيدة التسامح والسلام هي عقيدة الهية لا شك ، ولكن التطرف الديني الذي اجتاح تلك الاديان جعلها محل جدال وصراع ادى في اغلب اشكاله الى اراقة دماء الابرياء ..في هذه الوقت ربما علاقة الاديان ببعضها اقل وطأة من علاقة متطرفي الدين الواحد ،فالصراع المذهبي بين الكاثوليك والبروتستانت لايختلف عنه بين الصراع بين السلفيين التكفيريين وبين بقية المذاهب الاسلامية ..فمشكلة البشرية الان هو التطرف الديني ، ولو اخذنا بوجه الخصوص الدين الاسلامي الحنيف ،وكما بينتي حضرتك في تدوينتك الرائعة انه دين السلام والسمو الاخلاقي الذي زرعته فينا الرسالة المحمدية صلوات الله على صاحبها واله ، فاننا نرى ان التطرف الذي اجتاح ( المتأسلمون) من السلفيين التكفيريين قد حاول تغيير مجرى تلك الرسالة العظيمة فوصمت بالارهاب والعنف والعنصرية ايضا ..هذه الايدي ليست نابعة من اصل العقائد السماوية بل هي نتاج وثمرة التطرف الديني وعدم فهم المحتوى الحقيقي والروح الحقيقية للدين السماوي ..
    تدوينتك رائعة بروعة ايمانك اختنا الفاضلة ..دعائي لكم بالخير والامن والامان في بلاد الانبياء وشعب الاوصياء .

    ردحذف

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...