... في الذكرى الثانية لتظاهرات ساحة التحرير 25/فبراير /2011
قتلٌ ..دمٌ..ورصاص طائش !!
قبل يومين كنت أخوض حواراً على شبكة الأنترنت مع زميل كاتب وأديب عراقي يعيش في المهجر
فَــ دارَ بيننا حواراً مُثقلاً بهموم العراق وأحلام وآمال الشارع البغدادي !
فإستوقفني الزميل الكاتب قائلاً : لم تحدثيني عن ساحة التحرير ونصب جواد سليم ..!
قلت: ماذا أُخبركَ ؟؟ أأحكي لكَ عن أرملةٍ موشحة بالسواد بعد أن كانت عروساً مُلهمة بعشق التحرير والتغيير!
ناصعة بنقاء ثوبهاالأبيض ! عذبةَ الملامح شفيفة الروح !!
لكنها اليوم تقبع في ظلامٍ حالك ..
قد تلطخ قميص عرسها بدماء الشهداء وضحايا الحرية والتغيير !!فإستذكرنا معاً يوم
ماالذي تريد أن تسمع أو تقرأ عن ساحة التحرير ؟؟
25/فبراير /2011
هذا التأريخ الذي تعمّدَ بهِ الأبطال في ساحة التحرير بباقات الورد البغدادي وأغصان الآس العبق
لم تكن أحلام الشباب ورديةً بمعنى اللون واللغة !!
ولكن التكهنات كانت تُنبئنا بأن التغيير قادم لامحالةوالحلم العراقي سيلتحق بالحلم العربي أو ربما سيسبقهُ بــ الإصرار وعزيمة الشرفاء!
فكان الشباب العراقي بكل أطيافه يقف تحت النصب للمطالبة بالصلاح والإصلاح والترقب لغدٍ أفضل ومستقبلٌ أكثر إشراقاً .!
فكانت إحتجاجاتهم نابعة من أعماق القلوب المُطهرة بالدموع والمُثقلة بالأمل المزعوم!
و..لكن للأسف سُرقت منهم ساحة التحرير ولم تتغير بوصلة أحلامنا وذهبت أدراج الرياح.!
لم يلمس شباب التحرير سوى الوعودالكاذبة والعهود والكلام المعسول ...ليس على الورق فحسب!! بل كانت كـ"الهواء في شبك"..!! وما أكثر الكلمات التي تبددت مع الرياح
فـــ لو كان لها لساناً لنطقت:
كفاكم كذباً ..كفاكم قتلاً لأحلامنا وتهميشاًلآمالنا ..كفاكم رقصاً على جراحنا..!
كان الأمل يدعو الى نشوة التغيير لحياةٍ حرةٍ كريمة في بلاد كان الأوّلى بها أن تحترم أبنائهاوحقوقهم المسلوبة !!
وأناأكتب مقالتي تلك وردتني رسالة عبر جوالي الخاص من أحد أبنائي وهو يقف في تلك اللحظات تحت نصب التحرير ..يقول فيها:
(صح العراق أنجرح ...!!
بس هذا مو مقياس
النخل من ينجرح ...!!
مايشكي من الفاس
مادام أسمنا علم ...
يعني أحنا تاج الراس ...
ينقاس بينا الذهب !!
مو بالذهب ننقاس ..!!
علمني جرح الوطن..
أضرب مثل للناس .!
الخوة مو بالعدد ..
الخوة رفعة راس
يوسف أخوته 12 وحسين بس عباس ))
..
وإنصرف الداعون للتغيير بالترهيب مرة وبالترغيب أخرى.
فكان الترهيب واضحاً بلا شك بالقتل ودفعَ الحساب وجاء الثمن غالياً .!!
والترغيب:أمنيات قد بُنيّت في الأحلام فقط وطارت على أجنحة العصافير ..فـ لم يلمس الجميع إلا الوعود والعهود ورحيق الكلام العذب !!
25/فبراير...!!
للأسف لم يتغير الحال ولم تحصل معجزة من المعجزات التي منحت شبابنا العاطل فرصة عمل تليق بأبناءالوطن الغني بالنفط والبترول ليتسنى لهم جلب رغيف الخبز لأطفالهم وذويهم !!
لم ينالوا أبسط الحقوق بفضل سُراق المال العام في وطنٍ يشكو جراح أبناءه ليلاً ونهار..!
..جاءت الذكرى ومرتْ مرور الكرام
وخابت آمال الأصوات التي تنادي للإصلاح والتغيير.!
قد تسللت خيبات الأمل وأغلق أفق التحرير أبوابه وطويّت صفحة مُشرقة و مشرّفة في حياة شباب ساحة التحرير !!
...أحسستُ أن الحماسة تراجعت ومنابر الخطابة قد توقفت ..وحتى الشعارات لم تُثمر ولن تؤتي أُكُلها!!
أُفرغت ساحة التحرير من روادهاوبقيت ساحتنا خاليةً مكسوةً بالخيبة و مكسورةالجناح بلا هدف ولا إصلاح وتبددت كل الأحلام في ساحة التحرير!!
كل الجموع تهتف :
((لبيك ياعـراق ...لبيك ياعــراق))
لم يكن شباب التحرير من حزبٍ أو من طائفةٍ معينة ولا عِرقٍ ولا لونٍ ولا نسب يجمعهم.!بل إختلفت الأفكار والديانات والمناهج والعقائد
لكن جمعهم أمل واحد يُنشد ويتغنى
بــ "حب العـــراق ... وعشق العـــراق... وحرية العـراق "عــراق ..ياعـراق
تشابكت الأيادي بالورود وتعاهدت القلوب أن تحيا بالمحبة بإسم العــراق الحبيب
سلاحهم كان الشعر والخطابة والنثر والإهزوجات والمواويل ...وقد جمعتهم حاجتهم للمُناداة
والمطالبة بالحياة الحرة الكريمة في وحدة الأرض والسماءوالماء !
الى متى ...يبقى وطننا الجريح أسيراً لشهوات وملذات ومطامع ضعاف النفوس !!
الى متى.. يبقى لنا أخوةً يسكنون المقابر والأكواخ والصرايف وبيوت الصفيح والطين ..!!
ها هي الذكرى الثانية تترجل وترحل ... والأمل ..لا أمل فيهِ!!
((آآآه لوناديتَ حياً ... لكن لاحياة لمن تنادي))
....ألمْ يكُفيك ياسيدي ما قرأت لكَ عن ساحة التحرير ..وعروسها بغـــــداد..ونصب جواد سليم ؟؟
باسمة السعيدي
23/فبراير/2013
*&*&*
(عراقي انـــــــا)
كلا انا ..
لا ازالُ ... عراقي
بالجسم ِ والافكار ِ والاخلاق ِ
**
ما بين انفاسي ونفسي... موطني
وإن ِ ابتعدتُ مدىً وطالَ فراقي
**
جرحي وجرحُه في العلاقةِ واحدٌ
وعروقُ نخلهِ كلها ...اعراقي
**
وفراته اجرى شراييني التي
تجري عليهِ دون أيِّةِ.... ساق ِ
**
وتراثه إرثي... وإرثي إرثهُ
وجميعُ ما عندي لديهِ باق ِ
**
يا ايها الوطنُ الذي لا انتمي
إلا لـَـه ُ من غير ما اوراق ِ
***
كليّ فداك َو لستُ بكائن ٍ
إنْ لم تكنْ في القلبِ... والاعناق ِ
فأنا ابنكَ المشتاقُ ما لي من
أبٍ يحنو عليَّ... ببسمةِ مشتاق ِ
**
ياوالدي أقبِلْ فإني مقبلٌ
بالحبِّ والأشعار والاشواق ِ
**
فـَلـَكمْ حَملتُ عذابَكَ اللامنتهي
في مهجتي الكبرى وفي احداقي
**
الآنَ آنَ أوانُ أنْ ألقاكَ إنْ تسمحْ
وتصفحْ عن قليل ِ وفاقي
**
إنْ لم يكنْ شعري إليكَ فلمْ يكنْ
شعراً حقيقياً من... الاعماق ِ
**
غادرتُ ارضكَ طائعا ً... و مكرهاً!!
وتركتُ فيك أحبتي ...ورفاقي
**
أواهُ ياأبتي العزيزُ عليَّ ما أحلى
التَـنـَسّـُمُ من نسيم ....عراقي
**
إذ ْ نلتقي إثنين ِ ....ثمَّ ثلاثة ً
بضفافِ دجلة َ ثمَّ في الاسواق ِ
**
والماءُ يجري ذو شرابٍ سائغ ٍ
وكذلك الاسماكُ ذاتَ ....مذاق ِ
**
والاعظمية ُ حولهُ في حُلـَّةٍ
والكاظمية ُ تزدهي بنطاق ِ
**
لله درُّكَ كيفَ كنتَ مباركاً !!
وتَـَظـَلُّ في بركاتِ ذي الارزاق ِ
**
هذا مقامُكَ من مقام المبتليـن
الصابرين على الدم ِ... المراق!!
**
أرضَ السوادِ وفيكَ كلُّ معذبٍ
يقضي على ظمئ ٍ ومن إملاق ِ
**
إصبرْ فما خسرَ الصبورُ وما
انتهى وَلـَذِكـْرُهُ باد ٍعلى الآفاق
**
هذا امتحانُ السائرين إلى العلا
والكاظمينَ الغيظ َ بالاشداق ِ
**
بشراكمُ التأريخُ يشهدُ انكمْ
فوق الورى بالصبر والانفاق ِ
**
سيزولُ إن شاءَ الالهُ مصابـُكم
ولتنعًمُنَّ بموطن ٍ ....عملاق ِ
ولـَتـَكـْتبُنَّ ملاحماً وقصائداً
ولتأخذ نَّ الفضلَ باستحقاق*
**
الأخ الشاعر
علي ابراهيم
قلبـــي هُــــو مُـذكّـراتـــي و هُــــو دفتــــر يـوميّــاتــــي ¬...
ردحذففَـمــــن دَخــــل قلبــــي مــــرّة
لـــن يخــــــرُج منـــــه بــالمـــــرّة. ¬..