ساعة القشلة
عرفت بغداد الساعات الكبيرة ذات الأبراج العالية على غرار المنائر أيام حكم العثمانيين ومن بينها ساعة القشلة وساعة الكاظمين سنة 1882 م وساعة الاعظمية عام 1930م ثم ساعتا المحطة عام 1955 وساعة بغداد عام 1992 .
ساعة بغداد
أرتبط تاريخ ساعة القشلة الأثرية ببناء القشلة ( الثكنة العسكرية وسراي الحكومة فيما بعد ) التي مازالت قائمة وماثلة أمام أنظارنا تحكي قصة الزمن .
حيث يقول السيد رجب عبد الله ـ باحث تراثي ـ إن لفظة القشلاغ ، لفظة عثمانية وتعني المكان الذي يسكنه الجنود العثمانيون ، وبمرور السنين تغير اللفظ ليصبح على ماهو عليه ـ القشلة ـ وذلك بسبب صعوبة لفظها على اللسان البغدادي الذي يميل باتجاه السهولة ..
ساعة القشلة
وأول من بنى هذا المكان والي بغداد محمد نامق باشا سنة 1850ميلادية واكمل البناء الوالي مدحت باشا.. الذي شيد ساعة القشلة ذات الأربعة اوجه وبنى لها برجاً يبلغ ارتفاعه قرابة 23 متراً لايقاظ الجنود وإعلامهم بأوقات التدريب العسكري.. وقد شهدت ساحة القشلة تتويج اول ملك للعراق في العصر الحديث وهو الملك فيصل الاول بن الحسين وذلك في 23 آب سنة 1921 ميلادية .
تتويج ملك فيصل الاول
أن تصميمها ومادة بنائها تضاهي ساعة( بك بن) او تفوقها اذا ما علمنا بأن الحجر المستخدم في بنائها يحكي تاريخ بغداد ومجدها، فقد أمر أحد ولاة بغداد بهدم السور الشرقي للمدينة الذي تم بناؤه قبل ذلك التاريخ بمئات السنين كي يحميها من اعدائها القادمين من الخارج ، .. وبعد هدم السور الأثاري جاءوا بحجارته وبنوا منه برج القشلة ، ومن هنا يمكن القول بأن تاريخها يمتد لمئات السنين.. وكانت ساعة القشلة إعجوبة إذ لم ير البغداديون ساعة توضع فوق منارة بهذا الارتفاع وباربعة أوجه وفي قمتها مؤشر حديدي يوضح اتجاه الريح، واربعة اسهم مكتوب على اطرافها الحرف الاول للاتجاهات وباللغة الانكليزية، إذ كانت أغلب ساعاتهم ذات سلاسل توضع في الجيوب ، او ساعات جدارية .
من المهم التنويه هنا بأن الساعة قد تم اهداؤها من قبل ملك بريطانيا جورج الخامس الى الحكومة العراقية .. وهذا الاهداء مكتوب داخلها ، وهو اول مايواجه الداخل لها.. وتعمل ساعة القشلة بنظام يختلف عن نظام الساعات القديمة، خاصة البغدادية منها ، اذ تحتوي ماكينتها على 6 مسننات ، اما الساعات الاخرى فتحتوي على 30 ـ 35 مسننا .
لابد لنا من الاشارة الى ان الحياة عادت لهذا المعلم الاثاري قبل سنوات قلائل ، إذ تم اصلاحها في العام 1998 بعد صمت طويل وامتعنا بصوتها ودقاتها التي تسمع حتى من الجهة المقابلة للنهر، ولكنها رجعت الى صمتها ثانية من بعد الاحتلال وسقوط بغداد عام2003، لكن الصمت هذه المرة كان أشد قسوة عليها، إذ امتدت نحوها ايادٍ لا تقدر قيمتها وقامت بسرقة اجزاء منها لتجعلها جدران بلا حياة .
مما راق لي تدوينه
24/يوليو/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق