....أبدأ مقالتي المتواضعة بقولٍ مأثور لسيدي الحسين عليه السلام يوصي به أخيهِ محمد بن الحنفية فيقول:
" لم أخرجَ آشراً ولا بطراً... ولا مفسداً ولا ظالماً...وأنما خرجتُ لطلب الصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه واله وسلم ...أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر ..وأسير بسيرة جدي وابي علي بن أبي طالب عليه السلام فمن قبلني ..يقول الحق فالله أولى بالحق وهو خير الحاكمين"
...أحبتي ...كيف نترجم ونستلهم تلك الكلمة الصادقة والحكمة الحقيقية في عاشوراء؟؟؟
تلك الكلمات الغضة النضرة التي خرجت من ثغرٍ مُفعمٍ بحب الله ورسولهِ وقد أضناه العطش والظمأ.!! لسانٌ يلهج بذكر الله ويرتل القرآن ويصلي حتى يُسمعُ صوتهُ كدّوي النحل وهو مخضبٌ بالدماء والسهام تملأ جسده المبارك..
ماعسانا فاعلين ؟؟ هل نكتفي في لبس السواد واللطم وشق الجيوب والبكاء والعويل ..!!
هل الحسين عليه السلام بحاجة الى كل تلك الأفعال وهو سيد شباب أهل الجنة أجمعين ..!!
أذن أخوتي في الله يجب علينا أن نتفاعل مع المأساة العظيمة والرزية الكبرى التي أبكت أهل السماء قبل أهل الارض.
... عند وصول الامام الحسين عليه السلام الى أرض كربلاء قال لأهل بيتهِ وأولادهِ وأصحابهِ :
"أنه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون . وأن الدنيا قد تغيرت وأدبرَ معروفها ..الا ترون الى الحق لا يُعملَ بهِ ,والى الباطل لا يُنهى عنهُ ليرغب المؤمن لقاء ربهِ محقاً, فأني لا ارى الموت الا سعادةً والحياة مع الظالمين الا برما"
..فثورة الحسين بن علي عليهما السلام تُعد الركيزة الاساسية لكل ثورات العدل وصرخةٌ مدّوية لكل المظلومين والمحرومين . فقد جدد الأمام عليه السلام نهضتهُ في سبيل الاسلام
وتطبيق أحكامهُ...وخلاف ذلكَ فان المجتمع سوف يعجُ بالتحلل والتفرقة وما لهذه الأمور من آثارٍ سلبية أن لم تُعالجْ.!!
فكانت نهضته عليه السلام تنبيهاً لنا لضرورة العمل والجد والمثابرة لأصلاح الوضع الفاسد والرجوع بهِ الى طريق الاسلام الحنيف الاصيل.
فهذه دعوة لنا جميعاً ...كيف نتعامل مع ثورة الحسين أبي الاحرار؟؟؟
ونأخذ من مدرسة الحسين أروع العِبر والحِكم لنترجمها في حياتنا اليومية ...
هل يصح مانراه اليوم ؟؟ ونعيشهُ ..!!
ليست الترجمة للثورة الحسينية المباركة بلبس السواد وأطعام الطعام وممارسة الشعائر الحسينية فقط..!هل يحتاج أمامنا العظيم تلك الشعائر لكي نترك تعاليم ديننا الحنيف ؟؟
أخوتي في الله يجب أن نقتدي بالحسين بن علي مدرسةُ الأبِاء .
لقد كان الامام في أوج ساعات القتال وفي الرمضاء وأيام الحر العاصف و قد مُنعَ الماء عنه وعن عيالهِ وال بيته ولم يترك فرضاً واحداً لصلاتهِ ..!يجب علينا أن نقتدي بذلك الثائر للدين ...الثائر للصلاة ...الثائر للحق على الباطل ..هذا هو الحسين عليه السلام..!!
***
قال زعيم الصـين
" ماوتســـي تــونغ "
لإحــد قادة العرب: عندكم تجربة ثـورية
قائـــدها الحسين وهي تجربة إنسانية فــذة وتأتون الينا لتأخذوا من تجاربنا!!
***
...حتى أعداؤه الذين ليس لهم دينٌ خاطبهم قائلاً:(أن لم يكن لكم دينٌ ولا تخافون على المعاد فكونوا احراراً في دنياكم)
فكان هذا نداؤه عليه السلام لجميع البشر , فكانت تلك مجمل حدود نهضتهِ فلابد لنا من أخذ العبرة من ذكرى عاشوراء ..!
فأن حب الحسين عليه السلام وعاشوراء في قلوبنا وعقولنا ...رغماً عن كل ظالمٍ عنيد ...
أذن يجب أن تبقى قضية عاشوراء مناراً خالداً على مر العصور . ولا تُحبس في دهاليز الحزن والبكاء فقط..!
لأننا هنا سنجعل من قضية الحسين قضية ًخاسرة ..فيجب أن لا نتاجر بقضية الحسين عليه السلام وعاشوراء .! فتكون بذلك الطامة الكبرى والمصيبة العظيمة ...
لأنني ومع شديد الأسف أرى البعض يجعلُ من الحسين عليه السلام مادةً أعلانيةً فقط له...يبكي ويندب ويلطم وينسى حقيقة ما قُتلَ من أجلهِ الحسين وآل بيته وأصحابهِ ..! وهنا لا يتخّلق" البعض منهم" بأخلاق الامام العظيم .!
..فمن واجبنا أخوتي وأخواتي ...أن نطلق هذا الفكر العملاق المتمثل بشخص وعظمة الامام الحسين عليه السلام المليء بالقيم الانسانية الكبرى لكي يغذي النفوس الظامئة الى الحرية ومعانيها النبيلة السامية حتى ينتفع الجميع من تلك الرحمة الالهية المتمثلة بموقف سيد الشهداء "الحسين بن علي عليهما السلام"
أذن يجب أن نخطوا خطوات الذرى ...ونعرف الحسين عليه السلام وعاشوراء بالمعنى الحقيقي ؟؟
علينا أن نعرف أمرين مهمين في قضية عاشوراء :
1- يجب أن نفهم أن الأسلام محمدي الوجود...وحسيني البقاء..
2-أن نفهم حقيقة واضحة كنور الشمس الا وهي أن الحسين عليه السلام روحاً وفكراً وعقيدةً وتفانياً وأيثاراً..!! لا أسماً وعنواناً فقط .!
فأن نهضة الحسين عليه السلام لها من الأثر العظيم في الأسلام ..لولاها لما صدحت المآذن بأذن الله سبحانه وتعالى ولولاها لما عُرفَ الله ولا القرآن ولا النبي ولا حتى أسلام يدوم من جراء مافعله المارقون والناكثون ...!
**(مكنون الثورة الحسينية المقدسة )**
....عن أئمة أهل البيت عليهم السلام قالوا:(من زار الحسين عارفاً بحقهِ وَجِبت لهُ الجنة )..!
كيف نبرهن للعالم أن تلك العبارة الرائعة حقيقية وصادقة؟؟؟
ما المقصود هنا بـــ..(عارفاً بحقهِ ) ؟؟ وما هي الأعمال التي توجب لنا الجنة والتي تمت للفكر العقائدي الحسيني الحقيقي بصلتها الناصعة البيضاء التي لاغبار عليها !!
...ليتبين الجميع بأن الحسين بن علي هو:
" ضمير الأمة"
"لسان الله الناطق "
" قرآن الوجود"
"مناراً للعاشقين بحب الله والاسلام وآل البيت عليهم السلام"
"ركب الخالدين"
"قبلة الاحرار"
"وكعبة الثوار"....
يجب أن نستلهم من الفكر الحسيني الثائر بأن نكون ذلك الضمير الحي واللسان الذي يلهج بذكر الله وان نهتدي بركب الخالدين الثائرين
ونصلي كالأحرار لا كالعبيد ...وأن نكون قدوة للمسلمين كما أراد الحسين عليه السلام .
لقد قال الحسين عليه السلام قولته المأثورة :
(أن كان الدين لا يستقيم الا بقتلي فياسيوف خذيني ...!!)
هذه هي عظمة الحسين عليه السلام ..! وهذا حبهُ للدين الاسلامي الحنيف ؟؟ هذا هو الايثار بالنفس والتضحية من أجل أعلاء كلمة الحق ..
" ليتنا كنا معكم سيدي لنفوزُ فوزاً عظيماً"
...فشهادة الأمام العظيم الحسين عليه السلام ليست كما يقرأها البعض " روايات حزن عابرة ولا حكايات بطولية خالدة"فقط
بل هي في معناها الحقيقي وغايتها الصادقة ..
(التطلع نحو مستقبل حي ودفع المؤمنين نحو التخطيط الأفضل للحياة والتشريع الامثل الذي لا بد لهُ من حُماة لذلكَ)
حتى نفوز بالجنة أخوتي واخواتي مع الرسول العظيم والحسين الشهيد وآل البيت الاطهار .
يجب علينا ان لانقصّر في حبنا لله وان نحافظ على عقيدتنا وفكرنا الحر وأن ندعوا الله بقلب صادق ونية صادقة لينعم الله علينا بالامن والأمان في الدنيا والاخرة
والتعجيل لصاحب الامر الأمام " قائم ال محمد عجل الله تعالى فرجهُ وسهل الله تعالى مخرجهُ الشريف"
ونصرة الحق على الباطل
كما وأتمنى عليكم أحبتي في الله
الثبات على نهج آل البيت الاطهار
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أنصار سيد الشهداء وأن يوفقنا لمرضاته حتى نصل تلك المرتبة التي لا ينالها الا ذوو حظٍ عظيم
عظم الله لكم الاجر والثواب في مصاب أبي الاحرار وسيد الثوار
الحسين بن علي عليهما السلام
سلام الله على ابا عبدالله الحسين وعلى اصحابه وعلى انصارة
ردحذفاحسنتي اختي الفاضله
شكرا لقلمكي الذي يلهج بذكر محمد وال محمد عليهم السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفالاخ القدير احمد عبد العزيز
كلماتكَ الاخوية الصادقة كناقوسٍ يدق في أرجاء مدونتي الفقيرة التي تتشرف دائما بمرورك الكريم
والذي يجبرني على سماع أجمل الكلمات وأرقى العبارات ..!!
لاحرمني مرورك الدائم لتتعطر اوراقي بعطر ميسان الخالدة ..
فائق التقدير والأحترام لشخصك الجليل