السبت، 1 ديسمبر 2012

فكر الحسين بن علي ..بقلم الكاتب اللبناني جورجي زيدان

فكر الحسين بن علي ..
بقلم الكاتب  اللبناني  المسيحي جورجي زيدان 



..مقدمة :

عندما نقرأ لكاتبٍ ما أو شاعرٍ معين ..في زمنٍ من الأزمان وفي أي  بلدٍ من البلدان غير بلادنا العربية التي تنفست الشعر والأدب منذ أن كانَ تراباً
نأتي الى أجمل صورة وقفت لها الأقلام إجلالاً وإكباراً الا وهي واقعة الطف الأليمة !! ففيها نجد الف صورةٍ وصورة تجسد وقفة سيد الشهداء أبي الأحرار الحسين بن علي وأهل بيتهِ
عليهم السلام وأصحابه  المنتجبين رضيَّ الله عنهم وأرضاهم في معانٍ نورانية متشعبة
لقد رسمت أجمل صور التضحية والإيثار بالنفس للأجيال على مر العصور والتأريخ الى يوم القيامة
سنقف بأنيننا وذرف دموعنا الساخنة أمام هذه الواقعة 
فهي دون شك واقعة العنفوان والشهامة لكي نغرس فيها مداد أقلامنا وريشة إبداعنا في القلب المجروح والكبد الظمآن
تفقنا جميعاً أن نرسم بالمداد الدموي لسيد الشهداء أجمل اللوحاتإ على أكتاف المعاناة ..لغصة القلب المُعذب لواقعة الطف ولوحة كربلاء وساحات الدم الطاهر   ..
فيكون الشاعر هنا أو الكاتب قد رسمَ تاجاً  لماعاً وصولجاناً براقاً لأجمل كتاباتهِ الأدبية وأشعارهِ الحسينية
...
سأتناول اليوم   في مقالتي  الكاتب اللبناني الجنسية و المسيحي الديانة  جورجي زيدان وهو يرسم أجمل لوحاته الأدبية في واقعة الطف والحسين بن علي عليهما السلام
...
نبذة مختصرة عن حياة الشاعر :
ولد الشاعر جورجي زيدان في بيروت " 10 ديسمبر1861م" من أسرة مسيحية فقيرة كان عائلها رجلاً أمياً يملكُ مطعماً صغيراً يتردد عليه طائفةٌ من رجال الأدب واللغة ..
فلما بلغ  زيدان الخامسة من العمر أرسلهُ والدهُ  الى مدرسة متواضعة ليتعلم القراءة والكتابة والرياضيات حتى يستطيع هذا الفتى الصغير من مساعدة والدهُ في أدارة المطعم البسيط الذي تعتاش عليه الأسرة الفقيرة ليضبط الحسابات ..
ومن ثم إلتحق بمدرسة "الشوام الفرنسية " ليتعلم فيها
ثم تركها بعد فترة وإلتحق بمدرسة مسائية ليتعلم فيها  اللغة الانجليزية
لقد جعل جورجي زيدان العرب غرضاً لسهامهِ ودبأً لنبالهِ  يرميهم بكل نقيصةٍ لهم وشر ..!
فكتب في أدب الطف عدة روايات وكان أهمها روايته
" فتاة القيروان "


:لقد جاء فيها نص

*أن شيعتنا في ضنكٍ شديد ..أن هؤلاء الظالمين يسومونهم سوء العذاب من الإهانة والضرب والحبس بسببٍ أو بلا سبب

*أن شيعتنا مغلوبون على أمرهم يذوقون العذاب الواناً في الحبس والقتل

*أنهم يسومون شيعتنا ذلك لأنها تجلّ أبناء الرسول العظيم ..لو قصصتُ عليكم خبرهم لبكيتم على حالنا
لقد صوّرهم جورجي زيدان بحقيقتهم المرّة ..إذ نعتهم بالوصوليين الذين أرادوا الوصول الى سدة الحكم بأيةِ وسيلة حتى لو كان ذلك على حساب الدين والخلق القويم ...
وأيضاً قام بتحليلٍ رائع لشخصياتهم وكان قلمه الشجاع يكتب فيهم ويضعهم في الصف الأول من الحاقدين على آل الرسول العظيم وتدبير المؤامرات والمكائد  
...
يقول في رائعتهِ الثانية ..
غادة كربلاء
والتي تحدث فيها عن مقتل الإمام الحسين بن علي ...إذ يكتب هنا جزءاً من التأريخ الإسلامي في رائعتهِ غادة كربلاء والتي تضمنت مقتل سيد الشهداء الحسين بن علي في سهل كربلاء كما تشمل على " وقعة الحرة" وولاية يزيد بن معاوية لزمام الأمور والخلافة الإسلامية
ويسرد زيدان هنا سلسلة من الأحداث والفتن التي شهدها في تلك الفترة التأريخية التي حكم بها يزيد حتى تأريخ وفاته عام 64 هجري
:يقول زيدان في الحسين بن علي
لا شك إن أبن زياد إرتكب بقتل الحسين جريمةً كبرى لم يحدث أفضع منها في التأريخ العالمي ...ولا عزوا إذ تلطم الشيعة لقتل الحسين وبكوهُ في كل عام ومزقوا جيوبهم وقرعوا صدورهم آسفاً عليه لانه قُتلَ مظلوماً
......
لكن ظهر هناك العديد من النقاد للكاتب والشاعر زيدان إذ قالوا ماقالوا فيه وذلك بسبب حبهِ وولعهِ بسيد الشهداء الحسين بن علي
فمن هؤلاء "أنور الجندي " إذ كان يقول في شخص زيدان :
_المجال الذي إستطاع جورجي زيدان أن ينفث سمومهُ فيه بـ حرية فهو مجال القصص ..فقد ألف زيدان عدد من القصص تحت إسم ..
      روايات الإسلام
 لقد كتب فيها  عن هؤلاء الوصوليون ومنهم
 صلاح الدين الأيوبي /هارون الرشيد/السلطان عبد الحميد /عبد الرحمن الناصر /أحمد إبن طولون /الأمين والمأمون / عبد الرحمن الداخل /شجرة الدر وغيرهم
..كان الكاتب اللبناني زيدان إنموذجاً  رائعاً للكاتب العصامي ...
هناك حقيقة تأريخية أثبتها الأبعدون ممن لم ينتمي للاسلام الحنيف كإنتمائنا نحن وممن درسوا النهضة الحسينية بدقة وعمق الا وهي
_إن التضحية التي أقدم عليها الامام الحسين وأصحابه هي رمز للحب والتحاب للشرائح الإنسانية


وحينما يُسأل أحد الكتاب المسيحيين  وهو "بولس سلامة" من الذين أبدعوا في كتاباتهم  عن الإمام الحسين بن علي عن سر ولائهِ للحسين يجيب قائلاً:

ن ملحمة كربلاء هي ملحمة إنسانية ..وملحمتي الذاتية كفردٍ إنساني
*لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه وأعتقد إن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق
......
لم نرَّ أو نسمع أجمل من هذا النسق الرائع والمصبوغ بحمرةِ دم سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن علي الذي أُريقَ ظلماً يوم العاشر من محرم الحرام على أرض الطفوف ..
ففي كل العبارات التي قرأناها لا غَرابة فيها لان الإمام عليه السلام بمنطقهِ البشري وتفاديهِ الإنساني تمكن من إمتلاك قلوب أحرار العالم وأن يدخل في أفئدتهم بلا إستئذان على إختلاف مشاربهم في العصور الغابرة والحاضرة ..
ولعل تكرار إحياء زيارات الحسين بن علي فتحت باباً ليتمكن كل أبناء هذه الامة والأمم الأخرى المؤمنة بالقضية الحسينية من الولوج اليها ليصبحوا في دائرة الكرامة الحسينية
طوبى لكم يا محبيّ الحسين بن علي
طوبى لكل من نصر الحسين بما أراد هو من خلال ثورتهِ ضد الظلم 
طوبى لكم يا من كتبتم ورسمتم أجمل صور الإنتصار للدم  الحسيني الثائر
على السيف الآموي الغادر 
   

هناك تعليقان (2):

  1. احسنتي اخت باسمة دائما قلمكي زاغر
    بلورود والابداع سلمة اناملكي الرائعه

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي أحمد عبد العزيز ..أسعدني مرورك الاكثر من رائع
    وراق لي نثر زهورك المعطرة بعطر الجنوب الخالد ..
    الله لاحرمني صدق الكلمات وجميل العبارات
    شكري الجزيل لشخصك النبيل

    ردحذف

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...