الجمعة، 23 نوفمبر 2012

صبر وشجاعة العقيلة زينب عليها السلام....



 


صبر وشجاعة العقيلة زينب عليها السلام....

" كفى بزينب فخراً أنها أخذت من علم جدها رسول الله ..ومن شجاعة أبيها علي ..
ومن صلابة أمها فاطمه ..ومن حلم أخيها الحسن ..ومن جهاد أخيها الحسين ..
فأصبحت ملتقى فضائل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ."





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


...أعتدنا  في كل شهر محرم من كل عام أن نكتب عن السيدة الحوراء زينب عليها السلام ...
ذلك الأسم الخالد في سجل الصبر والصابرين ..!!
..ماكان نبي الله أيوب عليه السلام أصبر منها في رؤيتهِ لجميع أبنائهِ وقد ماتوا بسبب من أسباب الموت !!
وسيدتي زينب عليها السلام رأت جميع أبنائها وأبناء عمومتها وأمام ناظرها مجزرين جُزر الأضاحي ومقطّعين بأبشع صور الجريمة والغدر والنفاق ..!!
بعد أن أُستقدموا للبيعة لهم والولاء والأبتاع ...فما كان الا أن أبدلوا ذلك بما جرى عليهم في يوم العاشر من محرم الحرام في سنة أحدى وستين للهجرة بما يبكي عليه الحجر الأصم وتخشع له الجبال الشماء من المروّعات والمصائب على أرض كربلاء ,
ففي أعوامنا تلك كم نرى لزينب الحوراء عليها السلام من صور مصغّرة في عراقنا اليوم!!
والواقع الذي نعيشهُ وأيامنا هذه ماهي الا صورة مصغرة لأمهات فقدّنَ أثنين أو ثلاث أو حتى أربع من أبنائهن وصبّرنَ وأحتسبّنَ .
لكن صفة صبر العقيلة عليها السلام ...كيف هي؟؟
كان صبرها عليها السلام على المصائب التي ماوقعت عليها رغما !! بل هي بأختيارها وبكل أرادتها ...وقد دخلت المعركة وهي عالمة بكل ماسيؤول اليه حالها وهي عقيلة الطالبيين والمعوّل عليها حمل العبء المتبقي من طريق الرسالة الحسينية وكيفية تأديتها بأروع صور الجهاد والصبر والبطولة العقائدية التي لو لم تكن عقيدتها بتلك القوة لما أستطاعت الصمود التأريخي في كربلاء ولما أستطاعت المثول أمام جبابرة عصرها وهي تصفهم صفات الحق وكشف الحقائق في عقر قصورهم وبين حاشيتهم وأمام كراسيهم .
..أن شجاعة زينب عليها السلام ولطالما كررت ذلك ,لتفوق شجاعة من قُتل في عرصات كربلاء سوى من ورد في حقه قول المعصوم ..لأن الذي قُتل في كربلاء
, قتل وهو يعلم بأن قتاله لايطول الا ساعةً " ماهي الا ساعةً ونعانق الحور العين"!!
ويمضي بعدها الى الجنة والفوز العظيم ويرتاح من هم الدنيا وغمها ..!
أما سيدتي زينب عليها السلام فقد كانت تتلقى الجثة بعد القربان بأيدٍ من حديد وهي بأية حال؟؟ من القتل والتمثيل مستقبلة ذلك بالصبر والرضى القلبيين
وقد أستعدت على عظم مصيبتها لتأدية مهمتها وأكمال دورها وتتمة طريق الجهاد والرسالة التي أبتدأها مولاها الحسين بن علي عليهما السلام ..
...فأي أيمان هذا ؟؟وهي صابرة محتسبة على تلك المآسي العظام ولاتهن ولا تضعف , بل تواصل السير بالحجة الدامغة والقول الصائب بالتسديد والتوفيق الألهيين..
...هذا صبر زينب عليها السلام ...أما صبرنا نحن ..فصبر الواقع على القدر رغماً... فأما الصبر وأما الجزع ولا بد من أن نصبر وهو الخضوع لمشيئة الله وأرادته ,ولا أرادتنا نحن وأختيارنا نحن كما كان لزينب الحوراء عليها السلام !!
فصبرنا صبر الرضى بما حكم الله والسعادة والفرح ,أذ من عادة الأنسان أن يفرح ويسعد برؤية الجمال .!
وهي سلام الله عليها تقول ما رأيت الا جميلاً في جوابها لعبيد الله بن زياد لعنة الله عليه حينما سألها : كيف رأيت صنع الله بكم ؟
...هذه هي أم المصائب عليها السلام التي أعطت الحُسين ...ولم يؤخذ الحُسين منها رُغماً عنها وهي التي منحتهُ قرباناً للسماء لشريعتها من الأندثار قائلةً:
(ألهي تقبل منا هذا القربان )..!!
...زينب الحوراء عقيلة بني طالب عليها السلام لم يُرد عنها أنها رثت الحُسين بأبياتٍ من الشعر أو بكلماتٍ حزينة كما ورد عن السيدة أم البنين عليها السلام ..!
بل أنها كانت كل كلماتها تدل على الشجاعة والصبر والأقدام...
هذه هي زينب عليها السلام ...
ربي بحق سيدتي ومولاتي الحوراء زينب عليها السلام أن تمنحني القوة لأتيمم بمسحةٍ من غُبار هذا الجبل الأشم ...أستعداداً لصلاة الأقبال عليك...




السلام عليك يابطلة كربلاء يوم ولدتِ ويوم أستشهدتِ ويوم تبُعثين


جعلنا الله وأياكم في شفاعتها يوم القيامة

هناك تعليقان (2):

  1. قتلوا الحسين لكي يسكتوه ...فنطقت عن لسانه زينب ...!!وما استطاعوا إسكاتها …كما كانت فاطمة الزهراء أم أبيها في المدينة ...فقد كانت زينب أم أخيها الحسين في كربلاء ....فعندما صرخت زينب في وجه يزيد قائلة...إني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك...لم تكن تستهين بيزيد فحسب ... وإنما كانت تعلن عن نهاية إمبراطورية الشر التي كان يمثلها ذلك الخبيث....سلام على كعبة الأحزان زينب ...سيدتي القدير رزقنا الله وإياكم شفاعتها وزيارتها وجعلنا من المقتديات بها وبأمها الزهراء عليهن السلام..تقبلي تحياتي ودعواتي .

    ردحذف
  2. السيدة الحوراء زينب (عليها السلام).. هي قدوة لرجالنا قبل نسائنا
    لما ذكر عن صبرها الذي ركع لها ساجدا بعد ان كانت سيدة لمعنى و مفهوم ذلك الصبر على المصائب و الرزايا منذ ضغرها و حتى رحيلها لتكون خالدة ما بقي الزمان ..
    و لما جسدت الحوراء من مواقف لا يستطيع احتوائها قلم.. صار الاعتذار عن الكتابة في حضرتها من عادة القلم.
    يا قلم الكاتبة السعيدي .. بقدر ما سكبت حبرا على ورق منذ نشأتك الاولى و حتى لقاء الخلود
    سأدعو لك ان تبقى سعيديا شامخا مقتديا بزينب ..

    ردحذف

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...