الاثنين، 26 نوفمبر 2012

قال الحسين بن علي :الحياة عقيدة وجهاد











((الحياة عقيدة وجهاد))..!!


بسم الله الرحمن الرحيم
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143
صدق الله العلي العظيم
في هذه الآية المباركة من الذكر الحكيم يوجه الله خطابهُ ونداءهُ لنا نحن بنو البشر .لاننا مطالبون أمام الله ورسوله ومسؤولون في بناء أمة نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم جد السبط العظيم أبي الأحرار الحسين بن علي ..
نحن مطالبون بأننا نوّصل صوت الحق ..صوت الله الناطق لكل بقاع العالم ..
الحسين بن علي صوت الله على الأرض ..الحسين مناراً لكل العاشقين لله والرسول العظيم ..
علينا أن نجعل الثورة الحسينية نصب أعيننا ونقتدي بأمامنا أبي الثوار ليكون رسولنا العظيم والمعلم الأنساني محمد صلى الله عليه وآله وسلم شاهداً علينا وقدوةً لنا ..!
عندما جاء الحسين عليه السلام يوم الطف حاول أن يبلغنا رسالته الخالدة ..ويحملنا مباديء الثورة الحسينية الحقيقية
وكانت رسالته من أجمل الرسائل لأنه كان يطالبنا نحن أتباعه وأشياعهُ في أن تدب الحياة في الروح البشرية وكان لرسالته ثقلاً عظيماً تحملهُ كواهلنا الضعيفة نحن العاجزين أمام عظمة الحسين بن علي
عندما قال الامام عليه السلام :(آلا من ناصرٍ ينصرنا ..)
لم يكن يدعونا الى المآتم و اللطم وأقامة العزاء الحسيني فقط!
بل نشر الفكر الحسيني ونشر الدعوة الحسينية التي أقام من أجلها ثورته الصادقة
(ثورة أنتصار الدم على السيف )

هنا تكمن الحكمة الربانية التي ضحى من اجلها الامام الحسين بن علي
لقد ضحى بروحه الطاهرة ودماءه الزكية وأرواح آل البيت الأطهار وحتى النساء والاطفال ..
لم تكن حكمته في شهادتهِ فقط !! فهو كان سيد شباب أهل الجنة وهو متيقن من هذا تماماً ..!ولكنه كان يدعونا نحن بنو البشر ..الغارقين في أوحال الرذيلة وبحور المجون والفجور .
غارقون في مستنقعات الشهوة الحيوانية واللذة الحقيرة
نحن أول من ظلم الحسين بن علي لا بقتلهِ والعياذ بالله !!



وأي ظلمٍ هذا ؟؟
لقد حبسنا الثورة الحقيقية والفكر الحر الثائر في زنزانة الظلم السوداء .! مآتم وعزاء ولطم الخدود وشق الجيوب والكثير من العادات التي ورثناها !
لم يكن الحسين بن علي بحاجة لهذه العادات البالية البائدة ..فالحسين أرقى وأسمى من عادات هند بنت عتبة يوم بدر ..!!
...لقد بكى الملعون يزيد بن معاوية يوم سمع بنباً أستشهاد الحسين بن علي عليهما السلام
لا نريد ان نترجم عزاؤنا للحسين بن علي كما ترجمه يزيد الاحمق الملعون ..بعد أن نتمم العزاء والشعائر الحسينية ونواسي غربة آل البيت الاطهار وعقيلة الطالبيين سيدتي زينب الحوراء والامام زين العابدين والأطفال والنساء ..وبعد أن نختم المراسيم نضع يدنا بيد أمير الشرك والظلالة يزيد بن معاوية !!
لكل عصر هناك يزيد ...وهناك عمرو بن سعد وهناك عبيد الله أبن زياد ومليون شمر بن ذي الجوشن وغيرهم من القتلة السفاحين الذي أستباحوا حرمة الدم الانساني والفكر الحر ..!
عندما نشاركه البكاء والكفر كما فعل أبن هند آكلة الاكباد !
لننتهي من العزاء ولنطوي صفحات التأريخ التي قاتل من أجلها الحسين بن علي .....
...بعد هذه الواقعة الأليمة والفاجعة الموجعة أنتهت الملحمة العاشورائية وختم كلٍ دورهُ البطولي ..
أنتهى العزاء والبكاء ليرحل الشهداء في أجمل سفرٍ خالد الى يومنا هذا ..بكل صمت وعنفوان وكبرياء الى جنان الخلد ..فكلٌ منهم أدى ما عليه .
أختلفت الادوار هناك على أرض الطف ! لكنهم أحسنوا الأداء الروحاني ..فكان الحسين بن علي قرآن الله الناطق بالحق والشيخ والكهول والطفل والشاب وحتى النساء وكان للأمام دوراً جباراً في أعلاء كلمة الله الحق ((الله أكبر الله اكبر الله أكبر الله أكبر ))
عند بدء المنازلة آنذاك .
جميعهم كانوا يوجهوا لنا رسائلهم عبر بوابات الزمن والتأريخ لانهم خالدون في سفر الشهادة لقد واجهوا الموت بوجوه مستبشرة ضاحكة للقاء ربهم غير مبالين والسهام تقطع أوصالهم والعطش يقطع أكبادهم ..لأنهم حملوا فكراً ثائراً في سبيل الله وأعلاء كلمة الحق !
لا لطلب الشهادة فحسب .. بل لأيصال صوتهم ورسالتهم لجميع البشر من كافة الفئات في سبيل الحق وفي سبيل الله ودرس الشهادة الخالد .
يعلمنا امامنا سيد الشهداء هنا :(كيف نحيّا أن أستطعنا أن نحيّا.!! والا كيف نموت؟)
نحيا بكرامة الأنسان التي خلقنا الله عليها ..يجب أن يعيش الأنسان كريماً لا حقيراً مهاناً ..!
لا أن يأكل القوي الضعيف ! لا أن نعيش حياة الغاب !
أذن يعلمنا الحسين بن علي أن ننتفض ضد الظلم والطغيان .فيجب علينا أن نقلب المعادلة التي رفضها الأمام الحسين عليه السلام .
الا وهي سياسة النظام الواحد المتجبر والمتفرد على تأريخ البشرية .أن نغيّر حركة التأريخ 180 درجة كما فعل الأمام في ثورتهِ ضد الظلم الآموي .!
نرفض سياسة الظلم ووحدة الفكر والعواطف .نرفض القيود التي وضعت على عقولنا قبل معاصمنا ..
نرفض تكبيل الفكر والأخلاق البشرية ! ورفضنا لأن نكون أداة بيد الظالم ليجعل منا ضحية لمطامعهِ ونزواتهِ وشهواتهِ الحيوانية وغرائز الغاب التي يرفضها الحسين بن علي !
لا نريد جلاداً كيزيد ..ولا ظالماً كعبيد الله أبن زياد ..ولا حاكماً كعمرو بن سعد ..ولا قاتلاً للنفس التي حرم الله قتلها كالشمر أبن ذي الجوشن .!
نريد أن نعيش أحراراً لا أن نموت كالعبيد ! هذا هو الهدف الحقيقي للثورة الحسينية ..
كم من يزيد في هذا العصر .؟؟
وكم من حمامات الدماء بنيت عليها قصور الطغاة وشيّدت فوقها زنزانات السجناء !
لقد ضج التأريخ بأبشع صور الجوع والأستعباد والمجازر التي راح ضحيتها الكثير من الاطفال والنساء والشيوخ والأبطال !
وحتى العبيد من كل الاجيال والعصور ..
شيدت الحضارات على بحارٍ من الدماء لهؤلاء الأبطال من الرجال ..يشهد التأريخ لكل تلك الجرائم على مر الأزمان والعصور ..
فالحسين بن علي فكرٌ حر ..وقلبٌ ثائر ..قبل أن يكون امامٌ وشهيد ..
الحسين بن علي هو من صنع التأريخ البطولي في أروع ملحمة ..هو من أتم رسالة السماء بعد جدهِ العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..

لاتنسى الحسين بن علي مع كل  (الله أكبر )..
تذكر غربة الحسين بن علي ..وعطش السبط وظمأ الأطفال ..والنساء مع كل صيحة (أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمداً رسول الله )
تذكر رسالة الحسين بن علي أبي الأحرار عندما قال :
(أن كان دينُ جدي لا يستقيم الا بقتلي .! فيا سيوف خذيني )
من منا قادر على ان يكمل ما بدأهُ أبي الأحرار ؟
هل تساءلتم يوماً بعد أن تتموا الشعائر الحسينية والعزائية ماذا أستنتجتم من هذا البكاء واللطم والعويل ؟
هل غيرتم مجرى التأريخ ؟؟
هل أعلنتم ثورتكم ضد الظلم والجبروت ؟؟
وهل ....وهل ..وهل ...؟؟
والتساؤلات كثيرة وألاوهام التي نعيشها أكثر ..
أحبتي في الله فلنجعل العاشر من محرم الحرام ...يوماً حقيقياً للثورة الحسينية
لا ثورة لطم وشق جيوب وعزاء ومآدب ..نريدها ثورة ضد الفكر العقيم ..ثورة ضد الطاغي والباغي ..ثورة الحق على الباطل ..
ثورة الحياة على الموت ..!
فالحسين بن علي عليه السلام وآل بيته الأطهار أحياءٌ عند ربهم يرزقون ..الحسين خالد في الضمائر والعقول
الحسين خالد في القلوب ..الحسين صرخة الأحرار ..
هذا هو الفكر الذي يجب علينا حملهُ ما حيينا ..
هذا هو الهدف من يوم عاشوراء ..
هم الأحياء عند ربهم يرزقون ..ونحن الموتى ..
هم المحررون ..ونحن الخانعون ..
هم حملوا أجمل الخطابات والرسائل ونحن أغلقنا أسماعنا عن صوت النداء ..
هم أختاروا الموت والشهادة في سبيل الله .. ونحن أخترنا طريق الجبُنِ والذل
وهم أختاروا طريق الحياة الأبدية والعزة السرمدية و سطروا بدمائهم أجمل الملاحم البطولية وأستقرت أجسادهم في سفر التأريخ الحر لتحرضنا نحن الجبناء وتدعونا للنهوض ضد الظلم والطاغوت كما نهض أبي الاحرار وقبلة الثوار الحسين بن علي عليهما السلام


. ..قل للنواصبِ دينكم تفنيد
هذا الحسين كرامةٌ ونشيد
فالشرك فيه خطيئة ألبسنها
والشرك في سبط النبي توحيد 







باسمة السعيدي
11/ محرم الحرام /1434

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...