عند قرائتي للسيرة الذاتية لحياة الفيلسوف والكاتب ورجل الدولة الأنكليزي فرانسيس بيكون والمعروف بقيادتهِ للثورة العلمية
وقعت في يدي هذه الحكمة القيّمة ..!!
القراءة تصنع إنساناً كاملاً..
والمشورة تصنع إنساناً مستعداً..
والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً !!
والمشورة تصنع إنساناً مستعداً..
والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً !!
ولكن لايوجد أنسان كامل ..!! فالكمال لله تعالى وحدهُ جلّ وعلا ..ولكن المقصود هنا أن يكون الأنسان كاملاً من حيث الثقافة والوعي والفهم ..والثقافة أعني هنا في كل ميادينها ..الثقافة الفكرية والعقلية والأجتماعية والصحية والذهنية وحتى النفسية..
لحكمتي اليوم مغزى آخر غير كلمات فرانسيس بيكون ..!!
فقدنا كل هذه الثقافات اليوم في مجتمعنا الجديد بعد أن بدأ التخلف يستشري في كل مفاصل الحياة العراقية لهذا المجتمع الذي أعتبره " مجتمع جاهلي
بربري " بعد أن حُكم على العقل البشري بالموت ..!
في هذه الايام بدأت رحلتي مع أبنتي الصغيرة ماس في التسجيل بالمرحلة الأبتدائية ..
وهاهي تدخل معترك الحياة من أوسع أبوابه ...
بدءاً بالباب الاول "المجلس البلدي و هوية الأحوال المدنية .. والفحوصات واللقاحات وأنتهاءً بغرفة مديرة المدرسة ..!!"
لم يكن أعتراضي على كل هذه الأبواب المغلقة ..لكن أعتراضي على الأشخاص ذاتهم وهم من يتابع كل هذه الامور.
صادفتنا عقباتٌ كثيرة تمنينا لو ننحر الذبائح بعد نهاية كل ممر مغلق يؤدي بنا الى باب آخر وممر آخر أكثرُ ضيقاً وربما أنفاقاً مظلمة ..!! ليس الأنفاق المادي ..!! بل الأنفاق المعنوي
أصابني وأبنتي اليأس من مواجهتنا لهذا وذاك " مع احترامي لكل الخيرين منهم "
لا أعني بالتحديد شخص محدد ..!! بالعكس كانت المفاجأت كثيرة جداً وخاصةً في مجتمعنا البغدادي المسلم والمفروض بهِ أن يكون أكثر حضارة وثقافة وتواضع وسلام وأن يتحلى الجميع بنكران الذات ..
وكأنني في الصومال لما مررت بهِ وأبنتي الصغيرة مع هذه الفوضى الجديدة ..!! كنا أيام زمان نواجه كل هذه الأبواب بسعادة وفرح غامر
لأننا سندخل عالم جديد وواسع ..عالم أكثر جدية وتماس مع الآخرين.. عالم متاح لنا فيه العلم والثقافة والتعلم والمعرفة لنواصل مراحلنا الدراسية بكل فخر!
*&*&
فقدنا كل هذه الثقافات اليوم في مجتمعنا الجديد بعد أن بدأ التخلف يستشري في كل مفاصل الحياة العراقية لهذا المجتمع الذي أعتبره " مجتمع جاهلي
بربري " بعد أن حُكم على العقل البشري بالموت ..!
في هذه الايام بدأت رحلتي مع أبنتي الصغيرة ماس في التسجيل بالمرحلة الأبتدائية ..
وهاهي تدخل معترك الحياة من أوسع أبوابه ...
بدءاً بالباب الاول "المجلس البلدي و هوية الأحوال المدنية .. والفحوصات واللقاحات وأنتهاءً بغرفة مديرة المدرسة ..!!"
لم يكن أعتراضي على كل هذه الأبواب المغلقة ..لكن أعتراضي على الأشخاص ذاتهم وهم من يتابع كل هذه الامور.
صادفتنا عقباتٌ كثيرة تمنينا لو ننحر الذبائح بعد نهاية كل ممر مغلق يؤدي بنا الى باب آخر وممر آخر أكثرُ ضيقاً وربما أنفاقاً مظلمة ..!! ليس الأنفاق المادي ..!! بل الأنفاق المعنوي
أصابني وأبنتي اليأس من مواجهتنا لهذا وذاك " مع احترامي لكل الخيرين منهم "
لا أعني بالتحديد شخص محدد ..!! بالعكس كانت المفاجأت كثيرة جداً وخاصةً في مجتمعنا البغدادي المسلم والمفروض بهِ أن يكون أكثر حضارة وثقافة وتواضع وسلام وأن يتحلى الجميع بنكران الذات ..
وكأنني في الصومال لما مررت بهِ وأبنتي الصغيرة مع هذه الفوضى الجديدة ..!! كنا أيام زمان نواجه كل هذه الأبواب بسعادة وفرح غامر
لأننا سندخل عالم جديد وواسع ..عالم أكثر جدية وتماس مع الآخرين.. عالم متاح لنا فيه العلم والثقافة والتعلم والمعرفة لنواصل مراحلنا الدراسية بكل فخر!
*&*&
توجهت صباح هذا اليوم الى المركز الصحي في منطقة سكناي بالعاصمة الحبيبة وأنا في طريقي لفتت أنتباهي أشياء كثيرة غريبة وعجيبة ..
أنقاذ ..تخسفات ..نفايات ..مطبات ..أرصفة مهدمة وأخرى مكسرة ..مجسرات جديدة الانشاء وجوامع قيد البناء وجدران كونكريتية تقيكَ حر الصيف وبرد الشتاء!
و..داعيك عن الحواجز التي أغلقت كل منافذ المنطقة المؤدية الى ذلك المركز والذي يبعد عن بيتي مايقارب ال100 متر فقط ..!! وبعد كل هذه المرثيّات و المُبكيات ونحن صامدون ..لكن أكثر موقف آلمني وجعلني أتمنى البكاء ثقافة المحسوبيات والمنسوبيات ..
بعد أن أكملت كل الأجراءات الصحية " النطق ..السمع ..النظر ..الطول ..الوزن ..بعد أن تم ملأ كل البيانات ..بقيَّ عندي آخر أجراء الا وهو غرفة الطبيب المشرف على توقيع ورقة اللقاحات ..
..ممرٌ طويل وضيق وفيه خمسة عشر كرسي فقط
وغرفتين للأطباء وغرفة المختبر ...وثلاث شاشات بلازما كبيرة على الجدار الضيق والمجاور بالضبط لغرفة الطبيب رقم "1" والطابور حدث ولاحرج ...!! المفروض أن أكمل أجراء زيارة الطبيب لكي أحصل على مُنحة " توقيع " لا يستغرق هذا التوقيع بضع دقائق فقط !!
لم أتوقع أن يأخذ مني هذا التوقيع للطبيب المبجل ساعتين الا ربع ..!! دائماً في تعاملي مع الآخرين أحب التعامل بأحترام تطبيقاً للمقولة: ( أحترم ..تُحترم ْ) ..!وقفت بأنتظار دوري ..!!
حانت أدوارهم جميعاً للدخول والتبرك بهذا الطبيب ..كل من وصل قبلي و جاء بعدي تشرف بمقابلة الطبيب لينال البركة والرضا من هذا القلم الجليل ..!!
الا انا فلم أحرك ساكناً !..
سكرتيرة الطبيب وكأنها وزير الصحة ..!
أخذتُ جوالي لألتقط بعض الصور لهذا الطابور الطويل . مُنعتُ من قبل الموظف المشرف ..
أتصلت على أحد الزملاء الأعلاميين لأبلغه بالآمر وتمنيت لو كان معي أحدهم ليلتقط صوراً كثيرة ومؤثرة تصلح لعمل فيلم وثائقي كامل
عن هذه الدائرة البسيطة في بغداد ..!!
كلٌ يحكم من موقعه وكأنهُ الملك ..!! بعدها أخذت أبنتي وأنسحبت الى غرفة المسؤولة عن تسجيل التلاميذ وبادرتها بالسؤال :
_أنتِ سألتني صباح هذا اليوم عن جرعات اللقاحات التي أخذتها طفلتي منذ يوم ولادتها حتى هذه اللحظة..
وأنا اخبرتكِ بأنني لم أمنحها أي نوع وجرعة من أي لقاح ..!!
قالت نعم ..أخبرتني بذلك ..
_قلت لها والآسى يغلب على صوتي : بعد الذي شاهدته اليوم في مركزكم الغير صحي جعلني أتمسك أكثر بأنني لا أمنح أبنتي أي جرعة لقاح حتى وأن كلفتني الثمن حياتها وحياتي
أنا سأشتريه حتى لو كلفني كل ما أملك ..!! لكني أعتب على الكادر اللاصحي هنا بأنه السبب في تفشي الأوبئة بين الأطفال حديثي الولادة والراغبين
بالدخول الى رياض الأطفال والمسجلين في المراحل الأبتدائية الاولى لضيق المكان ..!!
هل يعقل؟ طبيب واحد فقط يكمل كل هذه الأجراءات.. وهناك كمٌ هائل من الرجال والنساء المرضى بأنتظار ادوارهم للحصول على شرف اللقاء بهذا الطبيب
وحتى الشيوخ والكهول وأصحاب الأمراض المزمنة ينالوا بركة جدران الغرفة الذهبية ..
حاولت المسؤولة تقديم الاعتذار والمساعدة وغادرتني هي بنفسهابعد أن أخذت أوراقي الى غرفة الطبيب ...!! وبعد عدة دقائق عادت وهي خائبة في ردها ..!
_يقول الطبيب خذي أبنتكِ وعلى مسؤوليتكِ أن تغادري المركز بدون أخذ جرعة اللقاح ..!!
شعرت بالغبطة والسعادة لأنني سأغادر هذا الوجع
البغدادي
* لفتت أنتباهي حالةٌ أخرى اكثر غرابةً من سابقاتها فكانت هذه المسؤولة تضع علبةً من الدواء المكشوف على طاولتها وفيها (اقراص الفيتامين الاحمر اللون ) ..بعد أن يتم تسجيل كل طفل تُلقمهُ واحدةً منها وكأنها تطعمهُ الشوكولا حتى بدون أي جرعةٍ من الماء لهؤلاء الأبرياء المساكين وهم يتلوعون من مرارة الفيتامين ..سألتني هل تودين حبة واحدة منها لطفلتكِ ؟؟ قلت لا أرغب بها أمنحيها لطفلٍ محتاج ومتعفف أفضل لأن بمقدوري شرائها من أي مكان ..
..تفاجأت كثيراً لما وقعَ عليه ناظري اليوم وكنت أتمنى أن أمنحهم جميعاً كتيبات صغيرة وكبيرة في كيفية التعامل مع المرضى والأطفال الصغار الأبرياء ...
لكن للأسف الشديد لم أجد بينهم من يهوى القراءة والتعلم من أجل أن يكون هناك مجتمع أكثر ثقافة وعلم واطلاع ..!!
بقيت عندي أخر مرحلة الا وهي المرور بالباب العالي للسيد المدير ..!! كنت أعاتب نفسي عن كل ما صادفني اليوم في رحلتي المكوكية هذه ولم
أستطع فعل أي شيء من أجل كل شيء ..!!
بعد التي واللوتيات حصلت الموافقة لاخترق الباب المبجل والمحصن للسيد المدير ...!!
وأذا بي أجد نفسي في غرفةٍ كبيرة أكبر من الممر المؤدي الى غرفة الطبيب المعالج في المركز الصحي والذي ضم بين جدرانه المحصنة اكثر من ستون شخصاً بين طفلٍ وأمرأة وشيخ وعجوز ! ..في حصن السيد المدير كل ماهو جديد من الآثاث ..منضدة جميلة وكرسي أجمل ومكتبات كثيرة وكبيرة خلّت من الكتب
وكانت ( للنظر فقط ) ووحدات تبريد بين السقفي.. والكانتور ..و..ختمٌ وقلمٌ وسجلٌ واحد فقط ...!!
ختم ورقة طفلتي الصغيرة وجر بقلمهِ خطاً أفقياً وأنتهى الامر ..!!لم أصدق ما رأت عيني .. طبيب ومدير مركز صحي وهو الآمر الناهي وراعي الكرسي المبجل و صاحب أعلى مرتب في المركز لم يكن عمله الا ختم وتوقيع فقط ..!!
لم تكن مفاجأة ...! بالعكس
كنت سعيدة جداً للهدوء الذي أصابهُ لأنه لم ينبس ببنت شفة ..!!
مدير وقلم وختم ...!!
هذه قصتي اليوم والتي دارت رحاها في المركز الصحي في منطقتي ببغداد ..!!
فقدنا الثقافة ..ونعينا التعامل مع الاخرين ..ورثينا سعادة الطفل العراقي في عالمه الجديد " اليوم الأول في المدرسة "
لأن الآباء والآمهات اكثر بأساً من أطفالهم لما مرت بهم من عجائب وغرائب عراقية في هذه الرحلة الطويلة بين الغرف والممرات والصادر والوراد من الكتب والأوراق الغير صحية !!
و..داعيك عن الحواجز التي أغلقت كل منافذ المنطقة المؤدية الى ذلك المركز والذي يبعد عن بيتي مايقارب ال100 متر فقط ..!! وبعد كل هذه المرثيّات و المُبكيات ونحن صامدون ..لكن أكثر موقف آلمني وجعلني أتمنى البكاء ثقافة المحسوبيات والمنسوبيات ..
بعد أن أكملت كل الأجراءات الصحية " النطق ..السمع ..النظر ..الطول ..الوزن ..بعد أن تم ملأ كل البيانات ..بقيَّ عندي آخر أجراء الا وهو غرفة الطبيب المشرف على توقيع ورقة اللقاحات ..
..ممرٌ طويل وضيق وفيه خمسة عشر كرسي فقط
وغرفتين للأطباء وغرفة المختبر ...وثلاث شاشات بلازما كبيرة على الجدار الضيق والمجاور بالضبط لغرفة الطبيب رقم "1" والطابور حدث ولاحرج ...!! المفروض أن أكمل أجراء زيارة الطبيب لكي أحصل على مُنحة " توقيع " لا يستغرق هذا التوقيع بضع دقائق فقط !!
لم أتوقع أن يأخذ مني هذا التوقيع للطبيب المبجل ساعتين الا ربع ..!! دائماً في تعاملي مع الآخرين أحب التعامل بأحترام تطبيقاً للمقولة: ( أحترم ..تُحترم ْ) ..!وقفت بأنتظار دوري ..!!
حانت أدوارهم جميعاً للدخول والتبرك بهذا الطبيب ..كل من وصل قبلي و جاء بعدي تشرف بمقابلة الطبيب لينال البركة والرضا من هذا القلم الجليل ..!!
الا انا فلم أحرك ساكناً !..
سكرتيرة الطبيب وكأنها وزير الصحة ..!
أخذتُ جوالي لألتقط بعض الصور لهذا الطابور الطويل . مُنعتُ من قبل الموظف المشرف ..
أتصلت على أحد الزملاء الأعلاميين لأبلغه بالآمر وتمنيت لو كان معي أحدهم ليلتقط صوراً كثيرة ومؤثرة تصلح لعمل فيلم وثائقي كامل
عن هذه الدائرة البسيطة في بغداد ..!!
كلٌ يحكم من موقعه وكأنهُ الملك ..!! بعدها أخذت أبنتي وأنسحبت الى غرفة المسؤولة عن تسجيل التلاميذ وبادرتها بالسؤال :
_أنتِ سألتني صباح هذا اليوم عن جرعات اللقاحات التي أخذتها طفلتي منذ يوم ولادتها حتى هذه اللحظة..
وأنا اخبرتكِ بأنني لم أمنحها أي نوع وجرعة من أي لقاح ..!!
قالت نعم ..أخبرتني بذلك ..
_قلت لها والآسى يغلب على صوتي : بعد الذي شاهدته اليوم في مركزكم الغير صحي جعلني أتمسك أكثر بأنني لا أمنح أبنتي أي جرعة لقاح حتى وأن كلفتني الثمن حياتها وحياتي
أنا سأشتريه حتى لو كلفني كل ما أملك ..!! لكني أعتب على الكادر اللاصحي هنا بأنه السبب في تفشي الأوبئة بين الأطفال حديثي الولادة والراغبين
بالدخول الى رياض الأطفال والمسجلين في المراحل الأبتدائية الاولى لضيق المكان ..!!
هل يعقل؟ طبيب واحد فقط يكمل كل هذه الأجراءات.. وهناك كمٌ هائل من الرجال والنساء المرضى بأنتظار ادوارهم للحصول على شرف اللقاء بهذا الطبيب
وحتى الشيوخ والكهول وأصحاب الأمراض المزمنة ينالوا بركة جدران الغرفة الذهبية ..
حاولت المسؤولة تقديم الاعتذار والمساعدة وغادرتني هي بنفسهابعد أن أخذت أوراقي الى غرفة الطبيب ...!! وبعد عدة دقائق عادت وهي خائبة في ردها ..!
_يقول الطبيب خذي أبنتكِ وعلى مسؤوليتكِ أن تغادري المركز بدون أخذ جرعة اللقاح ..!!
شعرت بالغبطة والسعادة لأنني سأغادر هذا الوجع
البغدادي
* لفتت أنتباهي حالةٌ أخرى اكثر غرابةً من سابقاتها فكانت هذه المسؤولة تضع علبةً من الدواء المكشوف على طاولتها وفيها (اقراص الفيتامين الاحمر اللون ) ..بعد أن يتم تسجيل كل طفل تُلقمهُ واحدةً منها وكأنها تطعمهُ الشوكولا حتى بدون أي جرعةٍ من الماء لهؤلاء الأبرياء المساكين وهم يتلوعون من مرارة الفيتامين ..سألتني هل تودين حبة واحدة منها لطفلتكِ ؟؟ قلت لا أرغب بها أمنحيها لطفلٍ محتاج ومتعفف أفضل لأن بمقدوري شرائها من أي مكان ..
..تفاجأت كثيراً لما وقعَ عليه ناظري اليوم وكنت أتمنى أن أمنحهم جميعاً كتيبات صغيرة وكبيرة في كيفية التعامل مع المرضى والأطفال الصغار الأبرياء ...
لكن للأسف الشديد لم أجد بينهم من يهوى القراءة والتعلم من أجل أن يكون هناك مجتمع أكثر ثقافة وعلم واطلاع ..!!
بقيت عندي أخر مرحلة الا وهي المرور بالباب العالي للسيد المدير ..!! كنت أعاتب نفسي عن كل ما صادفني اليوم في رحلتي المكوكية هذه ولم
أستطع فعل أي شيء من أجل كل شيء ..!!
بعد التي واللوتيات حصلت الموافقة لاخترق الباب المبجل والمحصن للسيد المدير ...!!
وأذا بي أجد نفسي في غرفةٍ كبيرة أكبر من الممر المؤدي الى غرفة الطبيب المعالج في المركز الصحي والذي ضم بين جدرانه المحصنة اكثر من ستون شخصاً بين طفلٍ وأمرأة وشيخ وعجوز ! ..في حصن السيد المدير كل ماهو جديد من الآثاث ..منضدة جميلة وكرسي أجمل ومكتبات كثيرة وكبيرة خلّت من الكتب
وكانت ( للنظر فقط ) ووحدات تبريد بين السقفي.. والكانتور ..و..ختمٌ وقلمٌ وسجلٌ واحد فقط ...!!
ختم ورقة طفلتي الصغيرة وجر بقلمهِ خطاً أفقياً وأنتهى الامر ..!!لم أصدق ما رأت عيني .. طبيب ومدير مركز صحي وهو الآمر الناهي وراعي الكرسي المبجل و صاحب أعلى مرتب في المركز لم يكن عمله الا ختم وتوقيع فقط ..!!
لم تكن مفاجأة ...! بالعكس
كنت سعيدة جداً للهدوء الذي أصابهُ لأنه لم ينبس ببنت شفة ..!!
مدير وقلم وختم ...!!
هذه قصتي اليوم والتي دارت رحاها في المركز الصحي في منطقتي ببغداد ..!!
فقدنا الثقافة ..ونعينا التعامل مع الاخرين ..ورثينا سعادة الطفل العراقي في عالمه الجديد " اليوم الأول في المدرسة "
لأن الآباء والآمهات اكثر بأساً من أطفالهم لما مرت بهم من عجائب وغرائب عراقية في هذه الرحلة الطويلة بين الغرف والممرات والصادر والوراد من الكتب والأوراق الغير صحية !!
5/ سبتمبر/2013
باسمة السعيدي
مساء الورد عليكم جميعاً ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق