...تَحِلُّ فصول الأعوام تِباعاً ..
فيبدأها شهر أيلول متقدماً ليجدّلَ من خيوط الصباح جدائل طفلةٍ
في خريفها الخمسيني !
..على منضدتي الخشبية يرقدُ أطار يسكنهُ وجه أبي
وفي الجهة الأخرى يهيّمُ قلبيَّ مُتعباً أضناهُ شوق التسكعِ في زوايا عطرهِ..دفئهِ..صوتهِ ..
أهيمُ بـ ماضِ الزمان وحاضر المكان أغترفَ رشفةً من ذكريات اللاعودة !
..على أريكة أبي يَنثرُ الورد شحوبهُ ,وعلى فُنجانِ قهوتهِ الباردة يغفو زهرُ البيلسان
..أردد التحية : مرحى أبي ..! مرحى أبي!!
يهيمُ بيّ المساء مُجدداً وحشةِ الغياب
قنديلُ الزيت يُعتّمْ صلاة الفجر
..أعترشُ مقعدهِ الخشبي ..أحتضنُ دفء وسادتهِ
أجوبُ صحراء قلبي ’ألمحُ طيفَ شريانٍ بعضهُ أبطأ النبض
والآخر بلا عنوان !
أبادرهُ بالجواب ..!
_لا.. لأزهار الربيع من بعدكَ عطراً
_لا.. لمضيفكَ فنجان!
غادرتنا مُسرعاً بوجهٍ شاحَ عن الأقدار
..لاترحل أبي فلا زال موقد الفحمِ ودلال قهوتك تغلي بجمر قلبي !
وصورتكَ أوشمتْ ناظري وتسمرّتْ في روزنامة أعوامي ساعاتُ الإحتضار
طعم الوقت يقتلُ مج النهار
تجتمع الأفكار حولي !
أسمع صرير الشتاء في قيظ أيلول !
ضحكات الفصول ..
ثرثرات العقول ..
أفيقُ على رعشةِ القوافي تكنسُ أوراق صمتي,
تسرقُ من هزيعِ الليل ساعات الإنتظار
..فــ مازالتْ قهوتي باردةً لم تَمسها شِفاه أبي!!
وخطايَّ أثقلها السير في طرقات الأطياف الخاوية
فـــ..ليَّ مع كل صباح عيناً باكية في ذكراك أبي
1/ أيلول/2014
باسمة السعيدي
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
ردحذفالأستاذ الفاضل والشاعر القدير كامل الزهيري أعجز عن الشكر الجزيل لشخصك النبيل وأنتَ ترثي أبي في ذكرى الرحيل ..
ردحذفدمتَ ودامَ نبض حبركَ الأخوي المبجل
مساء الورد وعبق البيلسان