الجمعة، 14 سبتمبر 2012

المُتنبي الشـــــــــــــــارع …!! لا المُتنبي الشاعـــــــــــــر…!!














نقره لعرض الصورة في صف�ة مستقلة
 


أنا الذي نظـر الأعـمى إلى أدبـي… وأسمعت كلماتي مـن بـه صـمـم
فالخيل والليل والبــيداء تعـرفني …والســيف والرمــح والقـرطاس والقلم
يا من يعـز عليــنا أن نفــارقهـم …وجـداننا كـل شــيء بعـدكـم عـدم
إذا ترحـلت عن قوم وقد قـدروا… ألاّ تفـارقهـــم فـالـراحـلـون هــم
شــر البلاد مكان لا صديق بــه… وشـــر ما يكسب الإنسان مـا يصـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مَنْ مِنا لم يعرف المتنبي ….الشارع !! لا المتنبي الشاعر
نحن الان في حضرة المتنبي …
سأنقلكم معي أحبتي الى ذلك المكان الرائع حيث نفائس الكتب وجمالية المكتبات وروعة الماضي العريق وكنوز الأدب والثقافة …!!
..بدايةً أتصل بي أحد الشعراء الذي تربطني به صلة القرابة وحين سؤالي له عن جديده في الشعر وأخر نتاجاتهُ الأدبية …وأبداعاته …!
أجابني قائلاً: أنني في شارع المتنبي.
…المتنبي …أستوقفتني تلك العبارة طويلاً!!!!!
ليتوقف معها نبض قلبي … وأعود بذاكرتي الى الماضي الذي يحمل بين طياته كل الحب والشوق والهيام لهذا الشارع الخالد ..!!
…ها وقد عدت الى ماقبل 30 عاماً أو تزيد …أأه انه زمن طويل !!
عدت الى تأريخ ذلك المكان بكل مُسمياتهِ ومعانيه..!
الى عطر الكتب العبق …وبرودة المكان …الذي أقشعرت له كل افكاري لرطوبة وجمالية تلك الجدران …وقد وضع الزمن عليها بصمته …وأرتسمت عليه كل قصائد أبو الطيب المتنبي
سمحت لنفسي حينها أن أتجول في ذاكرتي..
وانا ممسكةٌ في يدي جوالي ..
فقد فاقت لحظات صمتي ….الثواني والدقائق …لا بل الساعات !!
وأذا بيّ أمضي الى جمال المكان وروعة الزمان ..
قادتني قدماي الى أرصفة شارع المتنبي …حيث كنوز الكتب وروائع التاريخ وأصالة الشعر بقديمه وحديثهِ
بدا لي ذلكَ الشريط الطفولي الأسطوري الآسر…
 
 
وهاهي الصور وقد وضحت وبانت أمام ناظري بكل معالمها وجمالها وروعتها …
أمامي …صورة أبي …
وعلى مسامعي …صوت جدي..!وهو يناديني خوفاً عليَّ من الضياع في ذلك المكان !
حينما كنت صغيرة !! كنت أحب ان أختبيء بين الكتب لادفن نفسي حتى لا يراني أو يجدني والدي في ذلك المكان العميق بتراثه وثقافته وعطره !!
…لكنني ..عدت لحظتها الى جوالي ..
الو …الو…الو!!
وأذا بالشاعر قد أغلق جواله !!
آآه ..كم تمنيت لو كنت هناك في تلك اللحظات لاتنشق عبير الكتب والمجلدات والروايات
أُغمض عيني لبرهة لكي أعيش مع الحضارة والعراقة والاصالة ..!!
…هاهي أشعار ..أبي تمام …والفرزدق… وابو الطيب المتنبي …وأيلــــــــــــيا أبو ماضي …وأحمد مطر…
وكتابات جورجي زيدان ..وجبران خليل جبران ..وديستوفيسكي في رائعته "الجريمة والعقاب"
وجورج اورويل في "1984"…وكونستانتان جيوريجيو في "الساعة الخامسة والعشرون" ..وشكسبير في "عطيل ودزدمونة" " وهاملت"….و.و.وووو…
………
كم تمنيت لو كنت طائراً لأحط على جدران الثقافة والشعر والروايات والادب والنثر والخواطر
…من هناك أحسست بأن صوتاً يناديني ..!!
من بعيد ..ليعلن لي عن نفسه (أنا المتنبي)!!
شعرت به يصرخ في وجهي ليقول لي: مابكِ أيتها الصماء …!! لِمَ صمتُكِ!!
قلت مسرعة ودون تردد:نعم أيها الشاعر …قد مُنعَ عنا ذلك الأرث والتأريخ العريق لنحمله بين أضلعنا وعلى اكتافنا
فأكتفينا بحمله بين ثنايا الفؤاد وطيات الفكر الخاوي !!
…حينها أشعرني صوتهُ بأنني ذلك الأعمى الذي حاوره أبو الطيب المتنبي عندما قال:
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي …وأسمعت كلماتي من به صمم
نعم …أنا ذلك الأعمى …وأنا هي تلك الصماء
…أشتقت اليك ياشارع المتنبي !!
قررت حينها أن أصرخ لأكسر حاجز الخوف و كل حواجز الكتل الكونكريتية لأقول وبأعلى صوتي …
وأطلق صرختي المدّوية ..لتوّقظ أسماع كل من أراد حرماننا من شارع الشعر والحضارة
شارع المتنبي
ثلاثون عاماً أو تزيد…
وعشرون عاما أخرى ربما ستضاف الى سجل زيارتي لهذا المكان الساحر الرائع….!!
… بعدها عدت الى كامل وعيي وأستدركت مسرعةً بأن شارع المتنبي ..
قد أصبح حكراً على الرجال فقط …
تحياتي المعطرة بعطر شارع المتنبي العبق الأثري العريق


 
17/شباط/2012
باسمة السعــــــــــــــــــــــــــيدي 





‏‎
17/ يناير/2014
 






هناك تعليقان (2):

  1. الله الله استاذتنا الفاضله السعيدي
    كلمـاتك اروع من الخيـــال
    وأجمل من ضياء القمــر
    فلهـذا أوقفت ساحـات أفكـاري ..
    أحتـار قلمي فيما يكتب لك ؟؟
    فكتب احترامي وتقديري لك و لجمال بوحك
    والذي ارجعني بالذاكره الى تلك الايام الجميله ؟؟
    ايام الصبا التي لم تستهويني فيهاااا كل مظاهر الجمال
    إلا مكتبات ارصفة شارع المتنبي ...

    ردحذف

  2. لا شك ان شارع المتنبي سيبادلك عشقا لا ينتهي ليتغنى بأسمك ،،باسمة السعيدي،، داعيا ربه ان يحفظك له صاحبة للقلم عاشقة للكتاب صائغة للكلمات ..

    ردحذف

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...