الجمعة، 28 سبتمبر 2012

فن التعامل مع الأخرين ..! في زمن اللاسلوكيات..!











وماقُتلَ الأحرار كالعفو عنهم      ومن لكَ بالحُر الذي يحفظ اليدا
إذا أنت اكرمت الكريم ملكته     وأن أنت أكرمت اللئيم تمردا
"أبو الطيب المتنبي"
 


 





فن التعامل مع الآخرين ..!! في زمن اللاسلوكيات..!


من خلال تعاملي مع كل الناس أياً
 كان منهم !! بمختلف ثقافاتهم وتعدد مفاهيمهم يجب أن أتعامل معهم بالتعامل الانساني الراقي !
وهناك نوعين من البشر:( لكني سأختار النوع الاول للحوار والنقاش ) لأنهم أكثر عدداً هذه الأيام !!
...النوع الأول يحسب أن الكرم في التعامل على أنه ضعف الشخص والشخصية ويتوقع هؤلاء أن التواضع هو الأقلال من قيمة المرء!!..

لم يكن بمقدوري تغيير الناس جميعاً لأن كل أنسان في هذا العالم الصغير الكبير هو نتاج أُسرتهِ وبيئتهِ ومرآتها العاكسة .








هنا سأُسند قولي الى ماجاء بهِ صفي الدين الحلي في البيت الشعري الآتي  :

((اذا مافعلتَ الخير ضوعفَ شرهم     وكلُ أناءٍ بالذي فيه ينضحُ ))

..لأقول أن العرب قديماً صدقوا في كل ماسطروه لنا من الامثال والحكم والمواعظ !!
*أن الأناء الذي أمتلأ قيحاً وحقداً وغيرةً وتصيّد السلبيات .. لايمكن أن يفيض الا بكل المشاعر السلبية . مهما حاولت أن تتفاءل بأن في هذا الأناء بذرة طيبة يمكن أن تنبت يوماً من الأيام !!
فالتعامل مع الناس فن وذوق!! ومن الصعب جداً أتقان هذا الفن!!
وأن تجعل معرفة من تتعامل معه أساساً للتعامل !
فاللئيم والغيور والحاقد وحتى العدواني لايمكن أن يفهم معنى كرم التعامل الأنساني !
لم أكن يوماً متفائلة لأحسب أنني بحسن تعاملي مع هذا النوع من البشر سأفعل ما سيفعله السحر !
فالناس لم ولن يتغيروا في يومٍ وليلة ...ولا يمكن لهم أن يتغيروا لا لأجلكَ ...ولا لأجلي ..ولا لأجلهم !!
فأذا كنا نملك أرواحاً فياضة بالصدق والعطاء ونفسٌ متسامحة حد التواضع والتسامح فالأفضل لنا جميعاً الأبتعاد وعدم لقاء هذا النوع من الناس !!
 

 
(أتقي شرَ منْ أحسنتَ اليهِ)


 






...أكثرهم يحمل في شخصهِ اللين والنعومة ..ولكنه كالأفعى ملمسها ناعم وفي أنيابها السّم الزعاف !!




...يكفيني أحساسي وأيماني بقدراتي ...أما أن أنتظر أن يقيّمني الاخرون !!فلا شك أنني
سوف أعاني كثيراً...
..... 


 
قال لي أستاذي الفاضل حبيب السعيدي يوماً حكمة  جليلة  :

(قيمة الأنسان بما يصنع وليس بما يتحدث عنه الأخرون الذين لا يفهمون أن الأساءة للأنسان الكريم لا تدميهِ !! وأنما ترفعهُ عالياً كالشجرة المثمرة التي تُرمى بالحجارة فلا يؤذيها لأن الثمر الناضج يسقط على الأرض لانها بذلك تعرف أن الخير والعطاء يكمنان فيها !!)..
 
 
قال الرسول العظيم صلى الله عليه واله وسلم :"أنزلوا الناس منازلهم"
 
..لا أشك أبداً بأننا نعيش في هذه الفترة (أزمة سلوكيات وأخلاقيات )!!
أي التفريق بين العقول والفكر والاطباع وحتى المكانة ..يجب أن نخاطب الناس على قدر عقولهم وأفكارهم ومكانتهم ..!!
وهذا في نظري هو أول الطريق لأتقان فن التعامل مع الناس ...ذلك الفن الصعب الذي لايجيده الكثيرون في زمن اللاسلوكيات !!

 
((أتق شر من أحسنت اليه ...بمزيداً من الاحسان اليه))...






باسمة السعيدي  

28/سبتمبر/2012

هناك تعليقان (2):

  1. اقف اجلالا لطيب كلماتك سيدتي , واشكر لجنابك الكريم استشهادك بما قلته يوما ...
    سيدتي الفاضلة ..
    عقود من السنين والمرأ فيها لايقرأ الا كتاب نفسه ليكتشف أخر عمره انه لا زال في مقدمة الكتاب ...
    اكتفي سيدتي بحسرات شقت صدري على مجتمع يعيش تلك الازمة ...
    لقد اجدت الوصف والتشخيص ..دام قلمك مبدعا صادقا خلوقا في زمن يفتقر لكثير من السلوكيات والاخلاقيات كما ابدعت ..
    شكرا لك ..

    ردحذف
  2. ان القلم ليضل عاجز عن مدى وصفه لوصفك في تعاملنا مع الناس وكل حسب فهمه ,وادراكه ,بارك الله بشخصك القيم ووفقك الله لكل خير ,الموضوع رائع
    كروعة من جائنا به ,تقبلي مروري ابنكي امير العراقي ,سلامي

    ردحذف

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...