الاثنين، 27 يناير 2014

الوطن .. تائهة بين جهاته الأربع !










...يوم جديد رائع وجميل كان صنيعة ثلة من شباب العراق
صناع الحياة والآمل والفرح والأمنيات ..
18 ليث من ليوث الرافدين غيّروا مجريات الساحة العراقية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها مروراً بالوسط الحبيب
18 شاب غيور يحمل في عروقهِ نبض واحد فقط وهو العراق
بالآمس كانت دعوة لكل ساسة العراق بكل أطيافهم رسالة أراد أن يوصلها شبابنا الغيارى
قال الشاعر : أنتحى الليل وأقفن النجوم ..!!
" أنتحو ياسياسيين وأتركوا السفينة يدير دفتها شباب العراق
وكل شاعرٍ يبيّن ماوراه ..!!
كنا بالأمس ننظر الى العراق بعين دجلة والفرات
نسيّ الجميع من هم والى أي الطوائف والأعراق و التيارات و الأحزاب و الميليشيات ينتمون وتحت أيها ينضوون! ؟
بالأمس نسينا لغة التفرقة والطائفية التي حاول دسها وتأجيج فتنتها دعاة الباطل وصنيعة الأجندات الخارجية ..!!
العراق ..للجميع ..لا عربي ..لا كردي..لا تركماني ..لا سني ..لا شيعي ..لا صابئي ولا أزيدي..!!
فقط الكل يردد ويصدح : ياعــــــــــراق ..!
راية الله اكبر توحد الصف بشوطين في تسعين دقيقة فقط ..
غيرّت الكثير من مجريات تأريخ الشارع العراقي
نسينا التوتر ..نسينا الحزن والألم وصراعات تجار الحروب
طغى على سماء الوطن لون البهجة والسعادة بغدٍ أكثر أشراقاً
فتيان وحدوا الصف ..!! مقابل رِجالْ هدموا مجد العراق ..
.. في صباح هذا اليوم كنت في حوار شيّق ورائع مع أحدى السيدات العراقيات البغداديات
فكانت تقول : لو حكم هؤلاء الشباب ومنحناهم أربعٌ وعشرون ساعةً فقط ماذا سيجري على أرض العراق ؟؟
قلت : سينعم الشعب بالطمأنينة والآمان والسعادة
لأنهم أستطاعوا أن يفعلوا المعجزة بــ90 دقيقة فقط بعد أن عجز على صنيعتها رجال أشداء في عشر سنوات ..!!
المضحك المبكي في واقعنا المرير
بات الشعب يتمنى شخصاً واحداً هو من يزرع فينا ذلك الآمل!
نسينا كل منغصات الحياة التي أودت بنا الى طرق أكثر سواداً .. أولها الكتل الكونكريتية التي جثمت على صدورنا ..
وثانيها الماء والكهرباء و سلم الرواتب والعجز والشلل والتلكؤ والفشل الذي أصاب كل مفاصل الحياة وأستشرى بها وهي تصادفنا على مدار الساعة ..
أمنياتنا أصبحت بسيطة جداً لا نطمح الا لدقائق من الفرح ..!
نسينا الآمال والأحلام والطموحات وتشبثنا فقط بلحظات من السعادة
يقول المثل الشعبي العراقي " أراويك الموت حتى ترضى بالصخونة "!!
هذا ملخص حال العراقيين اليوم..
صدقنا أكبر لعبة أوقعت بنا في حبائل الطائفية والعزف على وتر " شيعة وسنة" " عرب وكرد " "مسلم ومسيحي"..
وهذا الخزي الأكبر والعار الذي لحق بنا ولكنه ليس من صنيعتنا نحن أبناء هذه الأرض الطيبة وهذا الأب المتسامح الكبير
ولكن السيناريوهات التي رُسمت بأيدي عميلة هي من فتت وحدة الصف العراقي
أمنحونا الأمان والطمأنينة ودعوا أطفالنا يشعرون بلحظاتٍ من الفرح
لاتستكثروا علينا مطالبنا وطموحاتنا
هذه أمنيات العراقيين التي خُنقت بأيدي عراقية ..

سأقولها ومن منبري الحر :
سألملم جراحكَ ياوطن لأصنع منها رغيف خبزٍ لأستمرار كينونة الحياة ..
وربما ستولد فيكَ خواطري ..! ولكن في جنوب كهولتي
حتى أُسميها شيزوفرينيا الوطن الحبيب التي ضاعت بين جهاته الأربع











مساكم الله بالخير ياطيبين

27/يناير/2014

باسمة السعيدي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هذيان قلم خمسيني ..!

عبثاً نكتب ..! وخطوط أيدينا  تنزف صبراً .. 24/مارس/2016 باسمة السعيدي *&*& ...